في عصر يميل أهله إلى الهوس بالمظهر الخارجي، وتحقيق الجمال المثالي، أصبحت عمليات التجميل وتقليد الناس أمراً شائعاً بين الكثيرين، وهناك من سارت معه تلك الصرعة في طريقٍ سليم، بينما برز البعض الآخر، ممن يصارعون الندم، نظير اكتشافهم متأخراً، أن الجمال الخارجي، لا يكفل تحقيق السعادة الحقيقية والارتياح النفسي.
وفيما تعتبر عمليات التجميل خياراً شخصياً يقرره الفرد بناءً على رغبته في تحسين مظهره أو التخلص من عيوب واضحة؛ تشير بعض الدراسات إلى أن هناك نسبة ملحوظة من الأشخاص الذين يعانون من الندم بعد إجراء عمليات التجميل، وهذا يعود في كثير من الأحيان، إلى انعدام الرضا عن النتائج، أو لتوقعات غير واقعية التي لم تتحقق.
فبحسب ما يؤكد أمير مراد استشاري وبروفيسور التجميل خلال حديث لـ"أخبار24"، فإن أبرز العمليات التي يندم معظم الناس على اللجوء لها، ما يمكن وصفه بـ"تصغير الفم"؛ إذ واجه في عيادته كثيراً من التساؤلات حول عدم إجرائها، بأشكالها المتعددة، لأنها كما يروي، ذات عواقب عديدة.
وطبقاً للاستشاري، فهناك شائعات حول مسميات الإبر الترويجية، التي يُعلن عنها في الإعلانات للعيادات التجميلية، وشدد على ضرورة عدم الانقياد وراء الدعاية، التي قد تروج لإبر معينه، كتلك التي انتشرت بين أوساط النساء، من "فيلم باربي"، وتحول اسمها لـ"إبرة باربي"؛ بينما هي متواجدة من سنوات قديمة، ولكن اختلف مسماها تضامناً مع الحملة التسويقية للفيلم، وهذه من الممكن أن يكون سبباً لانقياد الكثير وراء هذه الصيحة.
ولا يخفي جوانب الندم الأخرى، إذ يبرز أن تقليد الآخرين في محاولة التشبه بالنجوم على سبيل المثال أو الشخصيات المعروفة، هي أحد نوافذ الندم، لأن ذلك يقوم على مخاطرة، يسبقها فقدان الهوية الفردية، إلى أن يتحول الأمر في نهاية المطاف إلى صعوبات نفسية وعاطفية.
واستشهد بأحد المواقف التي حدثت في عيادته، وقال "حضرت مريضة تطلب استشارة حول مشكلة في الأنف، وبعد اجراء الفحص لها، تم اكتشاف أن هناك مشكلة كبيرة في الأنف، تتمحور حول ضيق مكان التنفس لديها، لكنها أصرت على إجراء تعديل في الأنف، قد يفاقم ضيق التنفس لديها، وهو ما كان سبباً لرفض إجراء العملية التجميلية لتلك السيدة، لأن الأمر يعود بزيادة مشكلة صحية، لا حلها".
ولم يغفل أمير مراد استشاري وبروفيسور التجميل بعض الآثار النفسية والعاطفية السلبية إجراء عمليات التجميل أو تقليد الناس، وذلك بسبب الشعور بالخيبة والعجز عن التعامل مع النتائج، ما يؤدي إلى انخفاض الثقة بالنفس.
ويختتم حديثه بنصيحة، وجهها، إذ أكد أنه من المهم أن يتم توعية الناس بأن الجمال الحقيقي يكمن في التقبل والحب للذات، وأن التغييرات الجمالية الخارجية، لا يمكنها أن تحل مشاكل الاضطرابات النفسية أو توفر السعادة الدائمة، حيث يجب على الأفراد أن يتخذوا قراراتهم بناءً على معرفة تامة بالمخاطر والتحديات المرتبطة بالعمليات التجميلية والتقليد.