قال استشاري الطب النفسي الدكتور طارق الحبيب إنه لا يوجد تعريف محدد للخيانة الزوجية، وأنها تختلف من مجتمع إلى آخر، وترجع إلى تعريف المجتمعات لها أكثر من أي شيء آخر، إلا أنه عرّف الخيانة بأنها النظرة والتفكير في ممارسة الجنس مع طرف آخر.

وأكد أن الخيانة ليست عملاً مستقذراً ومحرماً فحسب لكنها تدنس قداسة الحياة الزوجية، مشيراً إلى أن إطلاق البصر قد يتسبب في تعلق النفس بسبب التعطش وليس بسبب نقص في الزوج أو الزوجة، ولافتاً إلى أنه تبرز هنا فكرة غض البصر التي يقدمها الإسلام لكن أكثر الناس لا يدركون ذلك.

وأشار إلى أن الخيانة ليس مدعاة للطلاق بل مدعاة لإعادة تقييم الحياة الزوجية، مشيراً إلى أن هناك عوامل تحدد ذلك منها ظروف الخيانة وظروف الرجل الخائن وظروف الزوجة.

وأكد أنه إذا اكتشف الزوج مثلاً خيانة زوجته، فإنه ابتداءً لا يحق له الاعتداء عليها شرعاً وقانوناً ونظاماً، وعليه أن يلجأ إلى القانون والشرع لإنصافه في ذلك وليس إلى انفعالاته.

وأوضح أن الرجل قد يكون راقياً ومحترماً في تعامله مع زوجته لكن خانها، فيجب ألا تعامله المرأة كشخص آخر سيئ الخلق، مشيراً إلى أن هذا الزوج الخائن قد يكون أفضل للمرأة من آخر سيئ الخلق والطباع ولا يخون، لأن المرأة من الممكن أن تتكئ على نبل هذا الزوج الراقي لمعالجة الخيانة فيه، أما الآخر سيئ الخلق لو خانها فلن تجد شيئاً تتكئ عليه.

ولفت إلى أنه في بعض المجتمعات إذا كانت الزوجة مميزة في كل أمور حياتها ووقع منها خيانة صغيرة، فإن الزوج لا ينبغي عليه التفرط فيها، ويبحث بعقله عن عدة أمور قبل الطلاق مثل مصير أبنائهما.

وأكد أنه يجب التفريق بين الخيانة العابرة غير الزنا كرسائل في الواتس، مشيراً إلى أن اغتياب شخص آخر قد تكون أعظم ذنباً من الخيانة عبر الواتس.

وأشار إلى أن الخيانة الزوجية لا تعني عدم حب الزوجين لبعضهما، مضيفا أن الرجل عادة ما يخون بجسده، والمرأة أقل إقبالا على الخيانة من الرجل لأنها في بنيتها الزواجية والأسرية أرقى من الرجل، ولذلك فهي إذا خانت فإنها تخون بالمشاعر.

وأشار إلى أن المراة في الحياة الزوجية تحب رجلاً واحداً أما بنية الذكر عموما حتى في الحيوانات فتقوم على تعدد العلاقة، لذلك الشخص الذي لا يتزوج مرة أخرى على زوجته فهو يوقف شعوراً طبيعياً في نفسه، والمتزوج الذي يقع في الخيانة كالشخص الذي شعر بالجوع فاضطر للسرقة، أما من يتزوج مرة أخرى فهو يلبي نداءً طبيعياً في نفسه.

وأكد أن أسلوب التعامل مع الخيانة قد يقتل الحب تماما، وأنه يجب أن نناقش الخيانة في حدود تحافظ على العلاقة الطيبة بين المرأة وزوجها، لافتاً إلى أن هناك نساء تطلقن من أزواجهن بسبب نزوات عابرة وقعت من هؤلاء الرجال وندمن بعدها على طلب الطلاق.