ارتفع عدد وفيات الزلزال المدمر الذي ضرب المغرب إلى 2681 شخصا، فيما وصل عدد الجرحى إلى 2501، إضافة إلى وجود أعداد كبيرة في عداد المفقودين.
وتواصل السلطات المغربية جهود الإنقاذ لإجلاء الجرحى وعلاج المصابين، ومعالجة كافة آثار الفاجعة الإنسانية التي ألمت بالبلاد.
وحذرت فرق الإنقاذ من أن البيوت التقليدية المبنية من الطوب اللبن والحجر والخشب المنتشرة في منطقة جبال الأطلس الكبير تقلل فرص العثور على ناجين.
ووصف منسق عمليات منظمة "رجال الإطفاء المتحدون بلا حدود"، وهو فريق إنقاذ إسباني، أنطونيو نوجاليس، مستوى الدمار بـ"الشامل"، مرجحا أن تكون فرص النجاة أقل بسبب عدم وجود جيوب الهواء التي يمكن لمباني الصلب والخرسانة توفيرها في حالة انهيارها.
وكان وزير العدل المغربي أكد أن عدداً من القرى المغربية التي طالها الزلزال، اختفت تماماً ولم يعد لها وجود؛ في وقتٍ اشارت فيه مصادر مغربية أن الزلزال تسبب بأضرار لأكثر من 300 ألف شخص في مراكش.
ويكابد الناجون من أعنف زلزال يتعرض له المغرب منذ أكثر من ستة عقود، للحصول على الطعام والماء؛ مع استمرار البحث عن المفقودين في القرى التي يصعب الوصول إليها، وسط ترجيحات بارتفاع عدد القتلى والمصابين والمفقودين.
وقضى الكثيرون ليلتهم الثانية في العراء بعد أن وقع الزلزال الذي بلغت قوته 6.8 درجة في وقت متأخر من يوم الجمعة الماضي، ويواجه عمال الإغاثة تحديا للوصول إلى القرى الأكثر تضررا في منطقة الأطلس الكبير، وهي سلسلة جبال وعرة غالبا ما تكون المناطق السكنية فيها نائية، انهار الكثير من المنازل بها.
وأكدت وسائل إعلام مغربية أن مسجدا تاريخيا يعود للقرن الثاني عشر انهار، مما يسلط الضوء على الأضرار التي قد يتعرض لها الإرث الثقافي للبلاد بسبب الزلزال؛ الذي تسبب بأضرار، بأجزاء من مدينة مراكش القديمة، وهي ضمن مواقع التراث العالمي لمنظمة التربية والعلم والثقافة (يونسكو).
وفي وقتٍ سابق، بحسب التلفزيون المغربي، فإن العاهل المغربي الملك محمد السادس، رفقة ولي العهد، أدار اجتماعاً طارئاً على خلفية الزلزال، وأمر قوات الجيش بالنزول للمشاركة في أعمال الإغاثة، بما في ذلك طائرات تابعة للقوات المسلحة المغربية، للمساهمة في عمليات نقل المصابين والجرحى.
وبينما أعلن الديوان الملكي المغربي، الحداد لثلاثة أيام وتنكيس الأعلام حداداً على أرواح ضحايا الزلزال، أكد تكفل الدولة بجميع من باتوا بلا مأوى.
وأفادت وكالة الأنباء المغربية بأن الهزة الأرضية التي تعرضت لها البلاد أسفرت أيضًا عن انهيار عدد من البنايات، وأشارت إلى أنالقوات المسلحة الملكية والسلطات المحلية والمصالح الأمنية والوقاية المدنية، تواصل تسخيرها جميع الوسائل والإمكانيات من أجل التدخل وتقديم المساعدات اللازمة، وتقييم الأضرار.
في السياق نفسه، تتواصل عملية إيصال المساعدات إلى المناطق المتضررة من الزلزال، الذي بلغت قوته 7 درجات على مقياس ريختر، مباشرة بعد وقوع هذه الهزة التي شعرت بها العديد من مدن المملكة.
وتمت تعبئة 7 شاحنات محملة بالأغطية وأسرّة المخيمات ومعدات الإضاءة، من أجل تقديم المساعدات الإنسانية في أسرع وقت ممكن إلى سكان المناطق المنكوبة.
وهذا الزلزال هو الأكبر من حيث عدد الضحايا في المغرب منذ الهزة الأرضية التي ضربت شمال البلاد في 2004، وأودت بحياة أكثر من 600 شخص.
**carousel[310860,310537,310857,310858,310859,310861,310862,310863,310882,310883,310884,310885,310886,310888]**