لكل شعب من شعوب العالم عاداته وتقاليده وكذلك أكلاته المميزة.. وقد اشتهر الشعب المصري بأكلة "الكشري"، التي أصبحت منتشرة كذلك في كثير من أنحاء المملكة، بعدما نقلها وافدون مصريون إلى الرياض وجدة والدمام وغيرها من المدن.
لكن على الرغم من ارتباط طبق "الكشري" بمصر لكن أصله ليس مصريًّا؛ ففي عام 1914 أعلنت بريطانيا فرض الحماية على مصر، وقَدِم جنود هنود مع القوات البريطانية إلى مصر، وكانوا يتناولون أكلة تسمى "كوتشري" تتكون من خليط من الأرز والعدس أبو جبة، فعرف المصريون الوجبة وأحبوها.
وبدأت الوجبة في الانتشار في أحياء القاهرة، التي كان يسكنها جالية إيطالية إلى جانب المصريين، فأضاف الطليان لها "المعكرونة"، فأحبها المصريون أيضًا، وأضافوا إليها الصلصة الحمراء الحارة و"الدقَّة" التي تتكون من مزيج من الثوم المهروس والخل والشطة الحمراء، كما أضافوا لها البصل المحمر الذي يتم نثره على طبق الكشري، إلى جانب الحمص.
ومن هنا انتشرت أكلة "الكشري" وأصبحت علامة مميزة للمطبخ المصري، وأضحت شوارع وأحياء القاهرة ملأى بمحلات ومطاعم "الكشري" التي تقدم الوجبة المفضلة للمصريين بمختلف طبقاتهم، كما انتقلت هذه الوجبة إلى أقطار عربية عدة بأشكال مختلفة، مثل "المجدَّرة" في سوريا و"كبة الحامض" في العراق.
والكشرى المصرى الذى تقدمه المطاعم أو تعده ربّات البيوت، عبارة عن أرز ومكرونة وشعرية وعدس يتم سلقها كل على حدة، كما يتم نقع حمص الشام قبل الطهي بخمس ساعات، ثم ترص فى أطباق وتُضاف إليها الصلصة و"الدقة" ويُقدم كطبق رئيسي.