انتهى النزال بين المقاتلين في لعبة الفنون القتالية المختلطة "يو إف سي" الروسي-الداغستاني حبيب نورمحمدوف والأيرلندي كونور ماكغريغور بختام جنوني بعدما تحول العرض القتالي الأهم هذا العام إلى ساحة شجار عارم.

تعود أصول حبيب إلى الشعب الآفاري في منطقة القوقاز في داغستان التابعة لروسيا الاتحادية، نشأ منذ صغره على الفنون القتالية وظهر مرة في فيديو غريب وهو يصارع دبا في طفولته، وترقى في مصاف الاحترافية حتى حاز على الحزام الأسود في الجودو.

 

احترف في لعبة الفنون القتالية المختلطة MMA التي تحظى بشهرة ومتابعة واسعة في السنوات الماضية، واستطاع التألق فيها بـ26 انتصارا دون هزيمة، مزاحما بذلك أهم مقاتليها، كونور ماكغريغور، الذي جمعته به صورة قديمة تنبئ بعلاقة ودية لم تطُل حتى تحطمت.

سبق القتالَ صراع عنيف بين الاثنين، استخدم ماكغريغور الشهير بشراسته في السباب كل أسلحته للاستنقاص من حبيب، هاجم عائلته وسخر من ديانته - الإسلام - وهاجم الحافلة التي كانت تقله - واعتُقل بسبب ذلك - ومهّد الاثنان الطريق لقتال كان يُتنبأ بأن يكون داميا وصاخبا.

سيطر حبيب على القتال منذ اللحظات الأولى، لم يترك لماكغريغور - الذي ظل مدة طويلة بعيدا عن الحلبة - فرصة للتفوق عليه، ثم أجبره أخيرا على الاستسلام، ليتوج حبيب مسيرته دون هزيمة، ولكن حينها حدث ما لم يكن متوقعا.

فوسط الأجواء المحتدمة المحتقنة، قفز حبيب فوق الشبك الذي يحوّط حلبة "الأوكتاغون" نحو مساعدي ماكغريغور أمام الجماهير، واختلط الحابل بالنابل وسط فوضى عارمة أجبرت شرطة لاس فيجاس على التدخل لفض الاشتباكات، في مشهد جنوني لا يوازيه إلا عضة مايك تايسون لهولفيلد في المباراة الشهيرة أواسط التسعينات.

تكررت أنباء عن احتمالية سحب الحزام من حبيب، وإيقافه عن ممارسة اللعبة، وقال في مؤتمر صحفي إن والده سوف يحطمه بسبب ما فعله، ولكنه برر: "تتحدثون عن قفزي من القفص وهجومي على فريقه، أين كنتم عندما تحدث عني بسوء وعن ديني ودولتي وسب والدي، لم يتكلم أحد عندما حطم الحافلة في بروكلين"، ولكنه قدّم اعتذاره على ما فعله.

عُرف حبيب بإظهاره الإسلام والالتزام به، زار مكة للعمرة أكثر من مرة، ظل يكرر قبل النزال كلمة "الحمد لله" لاستفزاز العنصريين من جماهير ماكغريغور قائلا: "أعلم أنكم تكرهون هذه الكلمة، ولكن غدا سوف أحطم ولدكم".