أعلنت ليبيا الجمعة على لسان وزير خارجيتها محمد طه سيالة رفض إقامة مراكز استقبال المهاجرين غير الشرعيين على أراضيها، على غرار دول المنطقة. وقال سيالة الذي يقوم بزيارة رسمية لفيينا في حديث لصحيفة "داي برس" النمساوية، إن بلاده تتعاون مع الاتحاد الأوروبي لإعادة المهاجرين نحو بلدانهم، مشيرا لرفض بعض من تلك الدول لهذه المساعي.

قال وزير الخارجية الليبي محمد طه سيالة في حديث نشرته صحيفة "داي برس" النمساوية الجمعة أن ليبيا وجاراتها في شمال أفريقيا ترفض المشروع الأوروبي لإقامة مراكز استقبال للمهاجرين على أراضيها، لمنع وصولهم مباشرة إلى الاتحاد الأوروبي.

وأكد سيالة الذي يقوم بزيارة رسمية لفيينا إن "كل دول شمال أفريقيا ترفض المقترح، تونس والجزائر والمغرب وكذلك ليبيا".

وسبق وأعلن رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية فائز السراج في 20 تموز/يوليو رفضه بشكل قطعي، إقامة مراكز لفرز المهاجرين غير الشرعيين في بلاده.

وصرح السراج في حينه "نحن نرفض تماما قيام أوروبا رسميا بوضع مهاجرين غير قانونيين لا ترغب فيهم في بلدنا". وتابع "كذلك، لن نبرم أي صفقات مع الاتحاد الأوروبي للتكفل بمهاجرين غير قانونيين في مقابل المال".

وقرر القادة الأوروبيون في حزيران/يونيو دراسة إقامة مراكز استقبال للمهاجرين الذين يتم إنقاذهم في البحر المتوسط خارج الأراضي الأوروبية بهدف ضبط تدفق الهجرة باتجاه دول الاتحاد الأوروبي. لكن دول شمال أفريقيا التي كان يفترض أن تستقبل هذه المراكز عارضت المشروع الأوروبي منذ البداية.

مراكز احتجاز المهاجرين في ليبيا!

وقال سيالة إن مراكز احتجاز المهاجرين في ليبيا اليوم تضم نحو30 ألف مهاجر غير قانوني في حين يوجد "نحو750 ألفا"آخرين موزعين على الأراضي الليبية. مشيرا إلى أن بلاده تتعاون مع الاتحاد الأوروبي لإعادة هؤلاء المهاجرين إلى بلدانهم الأصلية، مضيفا "للأسف بعض البلدان ترفض استعادتهم"، مشيرا بشكل خاص إلى بلدان غرب أفريقيا.

وتعتبر ليبيا الغارقة في الفوضى منذ سقوط نظام القذافي في2011 أحد أبرز بلدان عبور المهاجرين القادمين من الصحراء الجنوبية الأفريقية باتجاه سواحل أوروبا.

ولطالما انتقدت عديد من المنظمات الدولية وعلى رأسها المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة إساءة معاملة المهاجرين في ليبيا. وفي هذا الشأن، قال سيالة بشأن الوضع في مراكز الاحتجاز "نفعل ما بوسعنا ولكن لدينا مشكلات مالية".

وفيما يخص الحد من تدفق المهاجرين إلى ليبيا، قال سيالة إن بلاده وقعت اتفاقات مع تشاد والنيجر والسودان لتعزيز حماية الحدود الجنوبية.

أما بالنسبة لما يمكن أن يفعله الاتحاد الأوروبي لحماية هذه الحدود، اقترح سيالة إرسال "مساعدات لوجستية، سيارات رباعية الدفع، طائرات بدون طيار، مروحيات وربما بعض الأسلحة الخفيفة". وعن المؤتمر المقرر عقده في باليرمو في صقلية في12 و13 تشرين الثاني/نوفمبر حول جهود الاستقرار في ليبيا، قال سيالة إنه "لا يظن"أن المؤتمر سيشكل "منعطفا"بالنسبة لبلاده.

الجزائر والمغرب أيضا!

كما سبق أن رفضت الجزائر إقامة مراكز استقبال المهاجرين على أراضيها، وقال وزير خارجيتها عبد القادر مساهل في حوار مع إذاعة فرنسا الدولية: "من المستبعد جدا أن تفتح الجزائر مراكز لإيواء واستقبال المهاجرين على أراضيها. نحن نعاني أصلا من نفس المشكلة ونعمل على إبعاد المهاجرين غير الشرعيين من أراضينا وفق الاتفاقات التي تربطنا مع بلدانهم الأصلية ووفق النصوص والمواثيق الدولية".

كما أعلن وزير الخارجية المغربي ناصر في 4 تشرين الأول/أكتوبر معارضة المملكة فكرة مراكز الإيواء خارج الاتحاد الأوروبي والتي ينوي الاتحاد إقامتها لجعل إدارة تدفق المهاجرين تتم خارج حدوده.