عاد ستة بريطانيون من المحاربون القدامى إلى منطقة العلمين بمصر لاستعادة ذكريات مشاركتهم في واحدة من أكبر معارك الحرب العالمية الثانية ضد القوات الألمانية.
واستعاد البريطاني بيل بلاكبورن ذكرياته عن معركة العلمين والتي تمثلت في الذباب والظمأ وقوة نيران المدفعية في بداية المعركة.
وبلاكبورن واحد من بين ستة من قدامى المحاربين البريطانيين، الذين شاركوا في الحرب العالمية الثانية، زاروا أرض المعركة الصحراوية في الذكرى السادسة والسبعين لنصر الحلفاء الحاسم الذي كان بمثابة خطوة مهمة في الطريق نحو الهزيمة النهائية للقوات الألمانية والإيطالية في أفريقيا في مايو 1943.
وربما لن يستطيع هؤلاء المحاربون زيارة العلمين مجددا بعد أن أصبحوا في أواخر التسعينات من العمر.
وبدأت معركة العلمين في ليلة 23 أكتوبر 1942 عندما بدأت قوات الكومنولث التابعة للجيش الثامن بقيادة الجنرال برنارد مونتجمري في صد قوات المشير إرفين رومل الذي هدد باجتياح مصر ومنها إلى الشرق الأوسط.
وقال بلاكبورن (98 عاما) وهو من وست يوركشير في إنجلترا "كانت (المعركة) جحيما على الأرض إذ أضاءت السماء ومضات طلقات المدفعية وسقطت علينا بضع قذائف لكنها لم تكن تقارن بما أطلقناه نحن على الألمان".
وأضاف "بعد توقف وابل النيران نزلنا في خندق حيث مكثنا لعدة أيام قبل التحرك والانطلاق للأمام".
وزار قدامى المحاربين موقع معركة العلمين لأن الحكومة البريطانية دفعت تكاليف هذه الزيارة لأول مرة.
وكان جو بيل، الذي يبلغ عمره أيضا 98 عاما، أحد جنود المدفعية في معركة العلمين وقد فقد حاسة السمع تقريبا بسبب دوي القذائف الألمانية أثناء المعركة التي قال إنه لم يتوقع العودة إلى أرضها مجددا.
وتابع بيل أثناء احتفالية يوم السبت عند مقبرة الكومنولث لضحايا الحرب حيث تُجري أعمال بناء سريعة في الصحراء القريبة وعلى الساحل الشمالي لمصر على البحر المتوسط "أمر رائع أن أعود مجددا لأرى ما قمنا به هنا. لكن المكان تغير كثيرا".
وجرى للمرة الأولى يوم السبت احتفال ألماني نمساوي مشترك عند النصب التذكاري الألماني الذي أقيم على الطريق الساحلي لتخليد ذكرى أكثر من 4300 جندي ألماني ونمساوي قتلوا أثناء المعركة.
وقال بيل إن عدد القتلى والمصابين من الجانبين كان كبيرا للغاية في العلمين مضيفا أن المعركة كانت "مروعة".
وتابع "كانت الرؤية شبه معدومة بفعل غبار المعركة والرمال المتطايرة بفعل القصف".
واعتُبرت معركة العلمين سببا رئيسيا في رفع معنويات قوات الحلفاء رغم مقتل وإصابة وفقدان ما يربو على 13500 جندي خلال عشرة أيام من اختراق قوات الكومنولث لخطوط القوات الألمانية.
وفي نهاية الأمر تقدمت قوات المدفعية الملكية التي كان يتبعها بلاكبورن صوب تونس ومنها عبرت البحر المتوسط إلى إيطاليا.
وقال بيل "كان الوضع قاسيا للغاية، عندما كنا نتناول وجبة طعام فإننا نأكل الذباب معها لأننا لم نكن نستطيع التخلص منه.
كانت (تجربة) صعبة لكننا اجتزناها بنجاح".