لم يشف مدير عام الشؤون الإدارية والمالية بوزارة الصحة سعد الحجيلي، غليل خريجي الدبلومات الصحية الذين التقوه أمس، لمعرفة مستجدات توظيفهم بعدما نحّى جانباً مسؤولية وزارته وأكد لهم أن الخدمة المدنية هي المعنية بتعيينهم سواء في القطاع الخاص أو الحكومي، مبيناً أن وزارته لا علاقة لها بالأمر من قريب أو بعيد، وهو ما وصفه خريجون تحدثوا لـ"الوطن" بأنه تضارب في المواقف مع تصريحات وزارة الخدمة المدنية التي أبلغتهم هي الأخرى خلال لقاءات سابقة بمسؤوليها أنها جهة منفذة فقط وأن الصحة هي من تحدد الاحتياج.

وتجمع عشرات الخريجين أمس، أمام مبنى الوزارة بعد تأخر إعلان أسماء الدفعة الثانية من المعينين وعدم وضوح وضع من تم تعيينهم سواء في القطاع الحكومي أو الخاص، فيما كشف خريجون تكرار أسماء تم تعيينها بالجملة، بالإضافة إلى أسماء ظهرت في التعيينات الجديدة وهي في الأصل على رأس العمل.

وأكد الخريج سامي النجري من معهد إعداد الكوادر لـ"الوطن"، أنه اجتاز اختبارات هيئة التخصصات الصحية بنسبة مرتفعة ولم يظهر اسمه في أي جهة حكومية أو قطاع خاص، وأن أكثر ما آلمه دموع والدته التي يعتبر هو المعيل الوحيد لها ولإخوانه بعد وفاة والده، مشيراً إلى أنه يعيش هو وأسرته على الضمان الاجتماعي الذي لا يتجاوز 2200 ريال.

أما قصة الخريج أحمد عامر أحمد الشهري -خريج كلية العلوم الصحية- فهي الغريبة، فقد ظهر اسمه في كشوف التعيين في القطاعين الحكومي والخاص وهو ما أصابه بالحيرة، وقال إنه بعد فرحة التعيين في القطاع الحكومي اكتشف تكرار اسمه في القطاع الخاص، وعندما زار وزارة الخدمة المدنية تم التأكيد له أن الأمر مجرد تشابه أسماء، وأنه معين في القطاع الخاص وهو ما أصابه بالإحباط ولكنه لم ييأس واستفسر عن الشخص الآخر الذي يحمل اسمه نفسه وتم توظيفه في القطاع الحكومي، حتى اكتشف أنه فني تمريض يحمل اسمه نفسه ودرس في معهد خاص، ومع ذلك تم تعيينه في القطاع الحكومي رغم أن مدة دراسته أقل، وأضاف العمري "درست ثلاث سنوات ونصف السنة في معهد حكومي ووجدت اسمي في القطاع الخاص وغيري بالاسم نفسه ودرس في معهد خاص ولمدة سنتين فقط وحكومي .. إذن التعيين ليس بالأقدمية أو المعدل".

وأشار عبدالعزيز بن علي آل شلعان العمري- فني تمريض- إلى أنه دخل مهنة التمريض لحبه لها ورغبته في خدمة الناس، خصوصاً بعد أن عاش تجربة حية عندما مرض جده، واكتشف مدى قسوة تعامل الممرضين الأجانب للمسنين، مما دفعه للالتحاق بهذه المهنة الإنسانية على حسابه وتخرج بمعدل مرتفع وعمل متطوعاً في مدينة الملك فهد الطبية والتحق بكثير من الدورات، إلا أنه مع ذلك لم يظهر اسمه مع المعينين رغم أن زملاء له جرى تعيينهم.