شهدت المملكة تحوّلاً جذرياً في اللعبة النسائية خلال أربع سنوات فقط، وهو أمر تحتاج دول أخرى للقيام به إلى عقود عدة، حيث كانت التطورات سريعة أدت إلى إطلاق دوري نسائي وتشكيل منتخب وطني واستحداث مراكز تدريبية، في أرجاء المملكة.
تطور كرة قدم السيدات في السعودية، جعل الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) يُطلق بالتعاون مع الاتحاد السعودي لكرة القدم، فيلمًا وثائقيًا جديدًا بعنوان "هنا...بداية المسيرة"، والذي يسلّط الضوء على قصة انطلاق المنتخب، والذي يحمل أحلامًا بالوصول لبطولة كأس العالم للسيدات.
وتأسست الإدارة النسائية في الاتحاد السعودي لكرة القدم عام 2019، لتكون تلك شرارة البداية لسلسلة من التطورات السريعة التي أدت إلى إطلاق دوري وتشكيل منتخب وطني واستحداث مراكز تدريبية في أرجاء المملكة التي شهدت عام 2020 إطلاق دوري مجتمعي لكرة قدم السيدات، تلاه إطلاق دوري المناطق، وبطولة المملكة والدوري الممتاز ودوري الدرجة الأولى للسيدات.
واستطاع أخضر السيدات أن يُحقق تقدمًا ملحوظًا منذ تأسيسه في عام 2021، بما في ذلك الفوز ببطولة ودية نظمها واستضافها الاتحاد السعودي لكرة القدم مطلع عام 2023، ودخوله ضمن قائمة التصنيف العالمي للسيدات في مارس هذا العام.
وبتاريخ 20 فبراير 2022، خاض منتخب السيدات مباراته الدولية الأولى التي تغلّب فيها على منتخب سيشل في عاصمة المالديف ماليه بنتيجة 2-0، وفاز بعدها بأربعة أيام على صاحبات الأرض بنفس النتيجة وعلى نفس الملعب.
وفي الفيلم الجديد، تقول لمياء بن بهيان أول سيدة تشغل منصب نائب رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم: "كلّنا شغف، ونملك ما نحتاجه للقيام بكل ما نصبو إليه.. لن يقف أحد في طريقنا". وأضافت: "اليوم تبني الفتيات في جميع أنحاء المملكة مسارهن لتحقيق أحلامهن في تمثيل الوطن، وسيحفزهن هذا الفيلم الوثائقي على تحقيق ذلك بشكل أكبر"، مشيرة إلى أن الفيلم شارك رحلتهم الملهمة وحبهم لكرة القدم من خلال سرد قصص اللاعبات.
وخاض المنتخب مباراته الدولية الأولى على أرضه أمام بوتان لتنتهي المباراة بالتعادل بثلاثة أهداف لمثلها في 24 سبتمبر الماضي، قبل أن يُنظِّم الاتحاد السعودي للعبة أول نسخة من البطولة الدولية الودية للسيدات، والتي حققت فيها نجمات البلاد انتصارين على موريشيوس 1-0، وجزر القمر 2-0، بالإضافة إلى التعادل مع باكستان بهدف لهدف.
وتتحدث المدير الفني للإدارة النسائية، مونيكا ستاب، في الفيلم الوثائقي عن المهمة التي أوكلت إليها وهي أن تحظى كل فتاة بنفس الفرص المتاحة أمام الفتيان، وهي لعب كرة القدم والالتحاق بالمدرسة، والاستفادة من التعليم، ونيل نفس الأجر، وأصبحت هذه الفتيات بالنسبة لي قدوات، إنهن رائدات".
ويُسلِّط الوثائقي الضوء أيضًا على لاعبات وكادر المنتخب خلال الاستعداد لخوض مباراتين أمام منتخب فلسطين في جدة تحت إمرة روزا لابي-سيبالا، التي أصبحت مدربة الفريق، بينما تشغل ستاب حالياً منصب المدير الفني للإدارة النسائية في الاتحاد السعودي لكرة القدم.
ويطمح الاتحاد السعودي لكرة القدم بالمزيد من الإنجازات من خلال استضافة كأس آسيا للسيدات 2026، حيث إنها ستمثل فرصة عظيمة ليرى العالم القدرات المميزة للمملكة العربية السعودية في استضافة البطولات، ولتكون استضافة تجمع كرة القدم النسائية آسيويًا في أرض المملكة.
يُذكر أن نمو كرة القدم النسائية في المملكة يُعد أحد أكثر القصص الملهمة، حيث شهدت كرة القدم النسائية في الاتحاد السعودي تطورًا كبيرًا منذ عام 2019، إذ لم يقتصر الأمر على إنشاء المنتخب الوطني فحسب، بل تم إطلاق الدوري الممتاز ودوري الدرجة الأولى لكرة قدم السيدات، إلى جانب دوري المدارس الذي يضم أكثر من 48 ألف فتاة من 3660 مدرسة، وشهد العام الماضي ارتفاع عدد اللاعبات المسجِّلات من 374 إلى 694 في السنة، أي بزيادة نسبتها 86%.