قضت محكمة على امرأة فرنسية بالسجن خمس سنوات، ثلاث منها مع إيقاف التنفيذ، بسبب إخفاء رضيعتها في صندوق سيارة مليء بالدود والبراز لمدة 23 شهرا.
وأبقت روزا ماريا دا كروز ابنتها، سيرينا، بين سيارتها وغرفة مهجورة في منزلها لمدة عامين تقريبا.
وذكرت تقارير أن كروز أخفت حملها وولادتها عن شريكها وأطفالها الثلاثة الآخرين.
وتعاني سيرينا، التي تبلغ من العمر سبعة أعوام الآن، من إعاقة مستديمة وصفات توحدية يقول الخبراء إنها أصيبت بها بسبب الحرمان الحسي الذي تعرضت له.
ووضعت الفتاة الصغيرة، التي لا تتحدث الآن ولا تختلط بالعالم الخارجي حولها، في مركز للرعاية البديلة.
واتهمت كروز، وتبلغ 50 عاما، بالإهمال الذي أدى إلى إعاقة ذهنية لابنتها.
وعثر ميكانيكي على الطفلة سيرينا عام 2013 في مرفئه في بلدة دوردونييو عندما سمع أصواتا في سيارة كان يصلحها.
وفتح الرجل صنوق السيارة ليجد الطفلة محاطة بالبراز، وكانت في حالة مزرية وتعاني من جفاف شديد، وكان حجمها أقل من الطبيعي بمقدار النصف تقريبا.
وقال الميكانيكي غيوم إيغواسيل واصفا المشهد: "كانت هناك رائحة كريهة بشكل مفزع، تشبه رائحة شيء ميت في السيارة. العثور على فتاة في هذا الوضع أمر لا يمكن وصفه."
وقال شريك كروز، دومينغوس سامبايو ألفيس، وهو عامل بناء عاطل عن العمل، إنه لم يخبره أحد على الإطلاق بوجود الطفلة.
وقال ألفيس أثناء مثوله أمام المحكمة: "لا أعلم لما فعلت (كروز) هذا... إنها أم طيبة" وتقوم على رعاية أطفالها الأكبر سنا، وهم تسعة أعوام و14 عاما و15 عاما.
ولم تمثل سيرينا أمام هيئة المحلفين، وقالت محامية المجلس المحلي للمدينة، إيزابيل فور روش: "إحضار سيرينا هنا سيبب لها مزيدا من الآلام."
ووفقا لشبكة فرانس إنفو، التي حققت في قصة سيرينا بعد وقت قصير من العثور عليها، تعاني الطفلة من نوع نادر من التوحد، الذي رُصد في دور الأيتام الرومانية في فترة التسعينيات.
ووصف مختص في رعاية الأطفال مشاهدته للطفلة قائلا: "نحن أمام نوع من الجدران، لا رد فعل، لا أي شيء."
وقال دا كروز أمام محكمة الجنايات في مدينة تول، وسط فرنسا، إنها لا يمكنها شرح الأسباب التي دفعتها لذلك.
وخلال خمسة أيام من المحاكمة، قال طبيب أطفال إن أطفالها الثلاثة الآخرين "رُبّوا بصورة رائعة".
وقال الأطباء النفسيون إن دا كروز غير ناضجة من الناحية العاطفية، لكنها "ليست مريضة نفسيا" و"ليست مخادعة" و"ليست حمقاء على الإطلاق".
وقال محامو الدفاع إنها أنكرت الحمل، ولم تقبل على الإطلاق فكرة أن يكون لها طفل رابع، كما اتضح أنها أخفت اثنتين من حالات حملها السابق عن شريكها.
وقالت دا كروز إنها كانت تنظر إلى سيرينا على أنها "شيء" حتى بلغت 18 شهرا، عندما ابتسمت الطفلة في وجهها. ونسيت الأم أحيانا إطعامها لأيام كاملة.
وقالت الأم في المحكمة: "أود أن أطلب من سيرينا الصفح عن كل ما ألحقته بها من أذى... أدركت أنني آذيتها كثيرا، وأنني لن أرى ابنتي الصغيرة مرة أخرى."
وقالت النيابة العامة إن المحاكمة لم تكن تتعلق بإنكار الحمل، بل بسبب التستر المتعمد و"حرمان (الطفلة) من الرعاية والطعام، والعنف الذي ارتكبته (كروز)".
وقالت فور روش إن "هناك ضحية واحدة فقط، وليس اثنتين، وهي سيرينا".
وقال رئيس المحكمة، جول فونروج، إن حكم كروز سيمكنها من تربية أطفالها الثلاثة الآخرين.
وذكرت فرانس إنفو أن القاضي قال للأم: "المحكمة أرادت أن تأخذ ماضيها في الحسبان، وربما يخذل هذا الحكم أطرافا كثيرة."
كما قضت المحكمة بحرمان الأم الدائم من السلطة الأبوية على سيرينا.
وستخضع دا كروز لمراقبة هيئة الخدمات الاجتماعية على مدار خمس سنوات، كما ستتلقى مساعدة نفسية.