تفرض عديد من الرقصات التراثية، نفسها كجزء مهم من الثقافة الخاصة بعديد من الشعوب، كالرقصة "التهامية"، المثيرة للاهتمام في جزء المملكة الجنوبي، ضمن عدد من العرضات أو الرقصات، المتنوعة والمنتشرة في جنوب السعودية.
لكن اللافت، تشابه أو تطابق بعض الرقصات كـ"التهامية"، مع أخرى في غرب اليمن، ما يعني أن هناك ارتباطًا ثقافيًا ليس في العناصر فحسب، بل في التاريخ الذي أنتج ذلك.
وتتميز الرقصة التهامية بحركاتها الإيقاعية والمتناغمة، التي تشتمل على دوران الراقصين بانسجام، واستخدام الأيدي والأرجل بشكل متقن، فهذه الرقصة تظهر التأثير البارز للثقافة العربية القديمة، وتعكس جمالية الحركة والتعاون الجماعي.
وأظهر هذا المعنى؛ لوحة للفنان صادق غالب؛ معروضة في معرض "بين ثقافتين" في العاصمة الرياض، ما دعاه لشرح مضامين فكرته، النابعة من الترابط الثقافي بين الرقصتين، بالرغم من اختلاف المنطقة الجغرافية بين السعودية واليمن.
ولا يتوقف التشابه عند الرقص، بل يبلغ مبلغاً أكثر من ذلك، إذ حتى الموسيقى والألحان التقليدية، لها كثير من الارتباطات في جنوب المملكة وغرب اليمن أيضًا؛ فعلى سبيل المثال، يستخدم العزف على آلة العود والطبول والآلات الموسيقية الأخرى، لإضفاء الإيقاع والحيوية على الرقصة في كِلتا الثقافتين، ما يعكس الأصالة والتراث الغني للمنطقتين.
وفي "معرض بين ثقافتين"، يبدي زواره آراء مختلفة حول هذا العمل – أي الرقصات التراثية -، وبالرغم من إعجابهم الكبير فيه، إلا أن البعض لا يرى ما يمكن أن يكون تطابقاً متناهياً، بين الثقافة الجنوبية واليمنية، لكنهم يتصورون أنه تشابه، مستدلين بصعوبة الرقصة الجنوبية؛ أكثر من اليمنية بمراحل عدة.
ويبرز معرض بين ثقافتين؛ أعمالاً فنية متعددة، وكانت لوحة "الرقصات التهامية" واحدة من هذه الأعمال، كما يتضمن أقساماً عديدة ومختلفة مقسمة بين الحُلي والأزياء، والعمارة والطين، والمحاصيل والثمار، كما يُعَد هذا المعرض الذي جاء بنسخته الأولى؛ بتنظيم من وزارة الثقافة، ليوضح أهمية الثقافات المرتبطة بالثقافة السعودية.