ذهبت إحدى آلات العود، الخاصة بأحد كبار الأصوات السعودية، التي خلدت اسمها بالصوت والمغنى، أدراج الرياح، بعد أن وضعه للصيانة بأحد المحلات المختصة بالآلات الموسيقية، ولم تشرق الشمس عليه حتى اليوم.
وقبل عشرات السنين، حمل عمر كدرس، المولود في المدينة المنورة عام 1933، وتحول إلى أيقونة في الفن والتلحين السعودي، واحداً من أعواده التي يملكها إلى أحد المحلات لإجراء صيانة عليه، إلا أن ذلك العود لم يعد حتى اليوم.
وروت نورة ابنة الفنان الراحل، على حسابها بمنصة إكس، أن والدها قبل دخوله المستشفى في العلا في أيامه الأخيرة، قبيل وفاته، قصد أحد المحلات المشهورة في جدة، والتي تبيع الآلات الموسيقية، وتقدم خدمة الصيانة، وقد كان صاحب المحل صديقاً لوالدها، واستلم العود لإصلاح أوتاره، ولم يعد حتى اليوم، أو كما قالت "إلى اليوم" واكتفت بذلك، في إشارة إلى اختفاء عود كدرس.
ولم تُسم نورة المحل، ولا صاحبه، لكنها كشفت عن المفاجأة التي كما يبدو، دفعتها للإفصاح عنها، ربما الرغبة في استذكار والدها، ذلك الموسيقار العظيم، الذي يعتبر أحد أعمدة الفن السعودي.
وللعلم فقد تمكن كدرس من التلحين لأم كلثوم، حسب المعلومات المتواترة، لكنه خضع لما قد يكون طبيعياً في كواليس عالم الفن والموسيقى، إذ قام رياض السنباطي بما يشبه "الخديعة"، بالتعجيل بإقناع كوكب الشرق باللحن الذي نفذه لأغنية "أقبل الليل"، ليتم صرف النظر عن لحن كدرس للعمل، وضاعت من الموسيقار السعودي فرصة عمره، أن يكون متواجداً في قوائم ألحان أم كلثوم.
لكن وبرغم من ذلك، فإن الأرشيف الذي خلفه عمر كدرس، في الأغنية السعودية، كفيل بأن يبقيه حاضراً في المشهد، طال الزمن أو قصر.
وكانت أغنية "ليلة خمس" الخالدة لمهندس الكلمة الأمير بدر بن عبد المحسن، من نتاج ذلك الرجل؛ إذ لحنها وهو أول مَن أداها بصوته، ولا تزال الأجيال تتغنى بهذا العمل، بالإضافة إلى أغنية "وهم" و"العقد" و"مالي غنى عنك" التي شدا بها فنان العرب محمد عبده، لهذا الملحن الكبير، الذي تولى قبل وفاته، منصب مدير مسؤول قسم الموسيقى الشعبية بإذاعة جدة، وذلك نظير الإيمان بثقله الفني والموسيقي.