ظهرت مساء أمس الأربعاء صور 3 مغاربة، اعتقلتهم الشرطة الثلاثاء في مدينة مراكش، بشبهة اغتصابهم وذبحهم لسائحتين كانتا الاثنين الماضي تمارسان رياضة التسلق في جبال أطلس، إحداهما نرويجية اسمها Ueland Maren وعمرها 28 سنة، والثانية دنماركية اسمها Louisa Jespersen تصغرها سنا بأربعة أعوام، ورافقت نشر الصور في مواقع التواصل معلومات بأن السلطات المغربية بدأت تتعامل مع ما حدث على أنه كان عملا إرهابيا.

كما ظهر فيديو، انتشر أيضا عبر مواقع التواصل مساء الأربعاء، وفيه يبدو المعتقلون وهم يمعنون في قطع رأس إحدى السائحتين بعد ذبحها، وهو فيديو مدته 15 ثانية، وصور مشاهده منفذو الجريمة المزدوجة أنفسهم، إلا أن "العربية.نت" التي أطلعت عليه في حساب "فيسبوكي" لأحدهم، تحجم عن بثه لفظاعته، ولعدم توصلها الى دليل يؤكد صحته، مع استغراب في كيف سمح "فيسبوك" ببثه في الموقع.

في الفيديو نسمع أحدهم يقول: "هذا جزاء أعداء الله" أثناء فصله لرأس فتاة بأسلوب "داعشي" دموي من أبشع ما يكون، ثم نسمع الممعن في الذبح يلفظ كلمات باللهجة المغربية العامية غير مفهومة، فيما كان آخر يقوم بتصويره.

والأكيد بخصوص المعتقلين حتى الآن، هو ما صدر عن وزارة الداخلية المغربية بشأنهم، من أن الأول الذي اعتقلوه صباح الثلاثاء، يقيم في حي "سيدي يوسف" بمدينة مراكش البعيدة عن مسرح الجريمة 82 كيلومترا، وهو من دل على شريكيه اللذين تم اعتقالهما مساء اليوم نفسه في مراكش أيضا، فاعترفوا بارتكابهم الجريمة في منطقة مجاورة لقرية "امليل" الجبلية، وصباح الاثنين الماضي عثر سائح على المذبوحتين داخل خيمة قامتا بنصبها هناك، وقريبا منها مسافة تقل عن 30 مترا نصب الثلاثة خيمتهم، وفي الليل هاجموا السائحتين وكان ما كان.

أما صور المعتقلين، فهي لهم، وتم نشرها في عدد من المواقع الاخبارية المغربية الموثوقة، منها موقع "هسبريس" الشارح أنهم "يقيمون في دواوير وأحياء هامشية بمدينة مراكش، ويمتهنون حرفا بسيطة مثل التجارة والنجارة، وأعمارهم بين العقدين الثاني والثالث" بحسب ما تلخص "العربية.نت" ما نشره الموقع الذي ذكر اسم المشتبه الأول بأنه رشيد أفتاتي، البالغ 33 سنة، وهو تاجر يقيم في دوار القايد بجماعة حربيل في مراكش، والثاني "وازيد يونس" هو نجار عمره 27 عاما ويقيم في "العزوزية" بالمدينة الحمراء. أما الثالث، فاسمه عبد الصمد إيجود، وهو أصغر الثلاثة، عمره 25 ويقيم في درب زروال.

ونقل "هسبريس" عن بوبكر سابيك، الناطق الرسمي باسم المديرية العامة للأمن الوطني ومديرية مراقبة التراب الوطني، أن فرضية الطابع الإرهابي لجريمة قتل السائحتين الأجنبيتين قرب قرية "إمليل" في إقليم الحوز بجبال أطلس، تبقى قائمة وغير مستبعدة، وأن التحقيق مستمر لمعرفة الدافع الحقيقي لما حدث، ولاعتقال شريك رابع للثلاثة لا يزال فارا.