أكد وزير الخارجية فيصل بن فرحان بن عبدالله، أن المجتمع الدولي يواجه العديد من التحديات المشتركة، التي تحتم العمل الجماعي لمواجهتها بشكل فعّال، مشدِّدًا على أن معالجتها تتطلب بيئة دولية وإقليمية آمنة ومستقرة.

وأوضح الوزير خلال ترؤُّسه الجانب العربي في جلسة الحوار التفاعُلية غير الرسمية على مستوى وزراء الخارجية بين ترويكا القمة العربية مع مجلس الأمن، أن القضايا العربية تشكل نصيبًا بارزًا من القضايا المطروحة في مجلس الأمن وهو ما يعزز من التعاون بين جامعة الدول العربية ومجلس الأمن لإحلال السلم والأمن في العالم العربي.

وحذر بن فرحان من أن تنامي دور الجماعات المسلحة خارج إطار الدولة يخلق الأزمات ويهدد الأمن والسلم الدوليين، وخاصة مع سهولة امتلاكها للتقنية والأسلحة المتطورة.

ورحب بالنتائج الإيجابية بشأن التوصل إلى خارطة طريق لدعم مسار السلام في اليمن، التي جمعت فريق التواصل والتنسيق السعودي مع وفد صنعاء في الرياض، بمشاركة الأشقاء في سلطنة عُمان.

وشارك وزير الخارجية في الاجتماع الوزاري التحضيري لـ "قمة المستقبل 2024م"، وذلك على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة بدورتها الـ78.

وأكد خلال كلمته أن المملكة حقّقت تقدماً ملحوظاً، كونها وضعت التنمية المستدامة في طليعة أولوياتها وضمن رؤيتها 2030، وأن المملكة تعمل دون كلل من خلال عضويتها في المنظمات والتكتلات الدولية لإعادة تنشيط مسار التنمية في العلاقات بين الدول.

وشدّد على أهمية أن تراعي قمة المستقبل التي ستنطلق أعمالها في شهر سبتمبر 2024م شمولية مفاهيم حقوق الإنسان وخصوصيتها في الوقت ذاته، على أمل أن تعالج القمة الحقوق الأصيلة، كالحق في التنمية والغذاء، والحفاظ على الدور المحوري للأسرة، ونبذ ازدراء الأديان أو استنقاصها.

وكان الأمير فيصل بن فرحان قد استقبل رئيسَ جمهورية الصومال الفيدرالية، حمزة عبدي بري، وذلك على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ78.

وجرى خلال اللقاء استعراض العلاقات الثنائية، وسُبل تعزيزها وتطويرها في مختلف مجالات التعاون، بالإضافة إلى مناقشة أوجُه توطيد العمل الثنائي والمتعدد الأطراف، وبحث مستجدّات الأوضاع تجاه أبرز القضايا الدولية، والجهود المبذولة بشأنها.

وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان أبرز وقوف المملكة إلى جانب قضايا العالم الإسلامي، ومساندتها لسعي الشعوب الإسلامية المشروع للحصول على حقوقها المكفولة بالقانون والمواثيق الدولية والقرارات الأممية وعلى رأسها القضية الفلسطينية.

وقال خلال كلمته في الاجتماع التنسيقي لوزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة بدورتها الـ78، إن المملكة تسعى لإيجاد حل عادل وشامل وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967م، عاصمتها القدس الشرقية.

وجدد موقف المملكة الثابت والذي يدين ويستنكر تلك الممارسات التي تتنافى مع التسامح بين الأديان، وثقافة قبول الآخر، وتمثّل تجسيداً للعنصرية والكراهية، ومظهراً من مظاهر الإسلاموفوبيا.

وأشاد بجهود منظمة التعاون الإسلامي والدول الأعضاء في استجابتها لدعوة المملكة بعقد الدورة الاستثنائية لمجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء بشأن جريمة التدنيس والحرق المتكررة لنُسَخ من المصحف الشريف في مملكتَي السويد والدنمارك، والتي نتج عنها صدور قرارٍ يهدف إلى وضع الإجراءات المناسبة لعدم الاعتداء أو الانتقاص من مقدسات ومعتقدات الآخرين، والسعي إلى إيقاف تلك الأفعال التي تبثّ الكراهية، وتعكّر صفو الوئام العالمي.

وأعرب خلال الاجتماع عن تعازي المملكة وصادق مواساتها وتضامنها مع المغرب وشعبها، إثر ما خلّفه الزلزال الذي شهدته بعض المناطق في المغرب، وعن خالص تعازي المملكة لليبيا وشعبها في ضحايا الفيضانات التي وقعت في درنة.

واستعرض وزير الخارجية مع رئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن رشاد محمد العليمي الجهود المبذولة للتوصل إلى خارطة طريق تدعم مسار السلام في اليمن، وتطرقا لسبل دعم الحوار بين الأطراف اليمنية بما يحقق الانتقال باليمن إلى الأمن والاستقرار، والنهضة الشاملة والتنمية المستدامة.

ونقل وزير الخارجية تحيات وتقدير خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، لرئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، وتمنياتهما لحكومة وشعب اليمن بالمزيد من التقدم والازدهار، فيما حمله الأخير تحياته وتقديره لخادم الحرمين الشريفين وولي العهد وتمنياته لحكومة وشعب المملكة بالمزيد من الازدهار والرفاه.

في السياق نفسه، عقد وزير الخارجية لقاءات مع رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني عبد الفتاح البرهان، ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، ووزير خارجية جمهورية سيراليون موسى كبة، حيث جرى بحث العلاقات وسبل تعزيزها.

وبحث وزير الخارجية مع "البرهان"، مستجدات الأوضاع في جمهورية السودان، حيث أكد أهمية التزام جميع الأطراف السودانية من أجل استعادة مجريات العمل الإنساني، وحماية المدنيين والعاملين في مجال الإغاثة، وسلامة الممرات الإنسانية لوصول المساعدات الأساسية.

وجدد دعوة المملكة إلى التهدئة والانخراط بحوار سياسي يضمن حل الأزمة، ويعيد الأمن والاستقرار للسودان وشعبه.

كما أكد الأمير فيصل بن فرحان خلال لقائه وزير خارجية روسيا الاتحادية سيرجي لافروف، حرص المملكة ودعمها جميع الجهود الدولية الرامية لحل الأزمة (الأوكرانية ـ الروسية)، والوصول إلى السلام، ومواصلة الجهود للإسهام في تخفيف الآثار الإنسانية الناجمة عنها.

وجرى خلال اللقاء، استعراض العلاقات الثنائية، وسبل تعزيزها وتطويرها في مختلف مجالات التعاون، بالإضافة إلى مناقشة أوجه توطيد العمل الثنائي والمتعدد الأطراف، وبحث مستجدات الأوضاع تجاه أبرز القضايا الدولية، والجهود المبذولة بشأنها.

**carousel[314684,314734,314721,314804,314807,314806,314805,314838,314839,314840,314841,314842]**