وافق أول أمس الأربعاء 19 ديسمبر 2018 الذكرى العاشرة لرحيل أحد أبرز المعمارين المصريين الذي صمم توسعة الحرمين الشريفين في عهد الملك فهد –رحمه الله-، بالإضافة لتصميمه كبرى الصروح المعمارية في مصر.

ولد محمد كمال إسماعيل في 15 سبتمبر 1908 في مدينة ميت غمر بمحافظة الدقهلية، وتخرج في جامعة فؤاد الأول (القاهرة حالياً)، كان مغرماً بفنون العمارة الإسلامية وحصل على 3 شهادات للدكتوراه فيها، قدم دراسة شاملة للمساجد المصرية، وصمم دار القضاء العالي بالقاهرة، ومجمع التحرير.

اختار الملك فهد، الدكتور محمد كمال إسماعيل، ليتولى أعمال توسعة الحرمين الشريفين، بعد اطلاعه على مجلدات موسوعة مساجد مصر التي صنفها إسماعيل، حيث أشرف الأخير على توسعة الحرم النبوي، التي تمت بمعدل سبعة أضعاف لتزيد مساحته من 14 ألف متر مربع إلى 104 آلاف متر مربع، وتوسعة الحرم المكي لتزداد من 265 ألف متر مربع إلى 315 ألف متر مربع.

ولم تقتصر التوسعات فقط على زيادة مساحة الحرمين الشريفين، ولكنها شملت مشروعات تكييف المكان وتغطيته بالمظلات والقباب، بالإضافة إلى جراج للسيارات يسع 5 آلاف سيارة تحت الأرض، وبلغت تكلفة هذه الأعمال 18 مليار دولار؛ وتعد أكبر توسعة للحرمين الشريفين على مدار 14 قرناً بدأت عام 1982 واستمرت 13 عاماً.

يُروى أنه رفض أخذ أي مقابلٍ مقابلَ التصميم الهندسي والإشراف المعماري على توسعة الحرمين الشريفين، وعندما أُعطي شيكاً بالملايين، قال: "آخذ مال على الحرميين الشريفين؟! وين أودي وجهي من ربنا؟!".

كما يُروى أنه مَن أشرف على استيراد رخام "التاسوس" المستخدم في أرضية الحرم المكي، حيث أراد وضع رخام في أرضية الحرم للطائفين يمتص الحرارة، وكان هذا الرخام موجوداً في جبل صغير باليونان، فذهب لليونان وتعاقد على شرائه، كما قام برحلة شاقة بين اليونان والمملكة لاستيراد رخام مماثل لأرضية الحرم النبوي.

ولُقب إسماعيل بـ "أستاذ الأجيال" لإنجازاته المعمارية التي لا تزال باقية في المملكة ومصر، تشهد على عبقريته الفذة، وأشغلته تلك الإنجازات عن حياته الخاصة، حيث تزوج في عمر 44 عاماً وأنجب ابناً واحداً وله حفيدان، ومع وفاة زوجته ورحيل غالبية أصدقائه أكمل حياته في عزلة حتى تُوفي في 2008 عن عمرٍ ناهز 100 عام.