كشفت مصادر لـ"سبق" أن أخوَيْن سعوديَّيْن من سكان قرى محافظة الدرب تُوفِّيا بعدما تم تنويم أحدهما في العناية المركزة بمستشفى بيش نتيجة اشتباه بإصابته بفيروس إنفلونزا الخنازير، وإحالته لمستشفى آخر حيث لقي مصيره. فيما تبعه شقيقه أيضًا بالأعراض ذاتها، وتوفي في مستشفى الأمير محمد بن ناصر.

ومن جهته، أوضح نبيل بن عيسى غاوي، مدير التواصل والعلاقات والتوعية المتحدث الرسمي بصحة جازان، ردًّا على استفسار "سبق" أن مرض الإنفلونزا يعتبر من أهم الأمراض التنفسية الفيروسية التي يمكن الوقاية منها عن طريق التطعيم، وينتقل بسهولة في أي مجتمع بين البشر.

أضاف: وأعلنت وزارة الصحة خلال الأسابيع الماضية أن موسم الشتاء يشهد نشاطًا مرتفعًا لفيروس الإنفلونزا، خاصة سلالة H1N1، وذلك في مختلف مناطق السعودية، وهو مشابه للنشاط المرصود في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وجنوب ووسط آسيا.

وأضافت: واختلاف نشاط الإنفلونزا من عام إلى عام له علاقة بطبيعة الفيروس، والتغيرات الجينية المستمرة التي ينتج منها عدد كبير من السلالات الفرعية التي تختلف في قدرتها على الانتشار وإحداث المرض.

وزاد بقوله: وتتراوح أعراض المرض من رشح وسعال خفيف إلى التهاب رئوي، قد يكون له تبعات خطيرة. وقد تم مؤخرًا تسجيل حالتَي وفاة بمستشفى الأمير محمد بن ناصر ومستشفى الحياة الوطني بجازان، وكانت الوفاة نتيجة الإصابة بأمراض مزمنة؛ إذ إن إحدى الحالتين كانت لمصاب بالسكري والضغط والتهاب رئوي ومرض مزمن في الكلى، والحالة الأخرى لمريض مصاب بالتهاب رئوي حاد وتليف في أنسجة الرئة وخلل بوظائف الكلى وصدمة سمية بالدم.

وتابع: وتتراوح نسب الوفيات على مستوى العالم الناجمة عن الإنفلونزا بين ٠.١ و٢٪ من إجمالي المصابين. علمًا بأن ٢٠٪ تقريبًا من المصابين لا تظهر لديهم أعراض الإصابة أصلاً. وهنا نود التشديد على أهمية أخذ لقاح الإنفلونزا الذي يعد أفضل وسيلة لتخفيف عبء المرض، وتقليل المضاعفات الناجمة عنه.

وأردف: رصدت الوزارة النشاط الموسمي لفيروس الإنفلونزا عبر مراكز مراقبة موزعة على مناطق السعودية مرتبطة بشبكة عالمية تابعة لمنظمة الصحة العالمية، تتابع باستمرار أنواع السلالات الدارجة، ومعدل حالات الالتهاب الرئوي الشديد طوال العام.

يُذكر أن الإجراءات الوقائية والعلاجية المتعلقة بسلالةH1N1 لا تختلف عن السلالات الأخرى من الإنفلونزا، وأن لقاح الإنفلونزا الحالي يغطي سلالة H1N1، إضافة إلى سلالة H3N2 و B.

أما عن الإجراءات الوقائية المتعلقة بالمخالطين للحالات المؤكدة أثناء موسم الإنفلونزا فقال: لا يتم عادة إجراء الفحص المخبري لجميع المخالطين للحالات المؤكدة، وإنما يعتمد التقييم على وجود الأعراض من عدمه في المخالطين. ويتم تطعيم من لم تظهر لديه أعراض الإصابة بلقاح الإنفلونزا، وعلاج من ظهرت لديه أعراض بالعلاج النوعي إذا استدعت الحالة ذلك.

وأكمل: وتواصل وزارة الصحة تنفيذ حملات التطعيم بلقاح الإنفلونزا الذي يعد أفضل وسيلة لتخفيف عبء المرض، وتقليل المضاعفات الناجمة عنه. وقد تم حتى الآن – ولله الحمد – تطعيم قرابة ثلاثة ملايين نسمة على مستوى السعودية. وتهدف الحملة لتغطية ٣.٥ مليون نسمة هذا الموسم. وتركز حملة التطعيم على الفئات الأكثر عرضة لمضاعفات الإنفلونزا، كالحوامل والأطفال وكبار السن والمصابين ببعض الأمراض المزمنة.