قامت قوات الأمن السودانية بتفريق جموع المتظاهرين في الخرطوم، بعد تجمّع لمسيرة كانت تعتزم الوصول إلى القصر الرئاسي لتقديم مذكرة تطالب الرئيس السوداني عمر البشير بالتنحي، وقامت قوات الأمن بإغلاق الطرق الرئيسية، في وقت وصف فيه البشير المتظاهرين بمثيري الشغب والمندسين.

وشهدت العاصمة الخرطوم يوماً لا يشبه سابقيه من أيام الاحتجاجات الحالية أو حتى الهبات الشعبية التي ظلت تندلع وتخبو طيلة الثلاثين عاماً الماضية. صباحا بدا الاستعداد الأمني فيه هو الأعلى صوتاً استعراضاً للقوة أو تمترساً حول ميدان أبوجنزير، وجميع الشوارع المؤدية إليه.

أما الظهيرة فكانت على صفيح ساخن، حيث بدأت جموع من المتظاهرين الزحف من أنحاء متفرقة من العاصمة بغية الوصول إلى الموقع المحدد من قبل نقابة المهنيين لتسيير موكبها السلمي نحو القصر الرئاسي، وتسليم مذكرة تطالب برحيل النظام، لتتصدى لها الأجهزة الأمنية بالغاز المسيل للدموع والهراوات، فيما تحدث ناشطون عن إطلاق للرصاص خلّف جرحى وقتلى.

وفيما يتهم المعارضون الحكومة بتفضيل الخيار الأمني في التعامل مع التظاهرات، تتحدث الحكومة على لسان الرئيس البشير عن مؤامرة خارجية باستغلال من وصفهم بـ"المندسين ومروجي الشائعات". ولا تكتفي السلطات بهذه الاتهامات بل ترفقها باعترافات من قالت إنهم "مثيرو الشغب".

ورغم هذه الاتهامات هناك من يطالب بتغليب العقل وينصح الدولة بمخاطبة القضايا الملحة في محاولة لإنهاء أسباب التظاهرات.

انتهت تفاصيل يوم عاصف شهده وسط العاصمة الخرطوم على بعد أمتار من القصر الجمهوري، لكنه فتح أبواب المشهد المحتقن على مصراعيها بين إصرار المحتجين على مواصلة حراكهم وعزم السلطات على إيقافها، معتبرة أنها تسعى للتخريب وخلق الفوضى.