يفرع مسبار "أوسايرس-ريكس" الأميركي، الأحد، في صحراء يوتا في الولايات المتحدة أول عيّنات من كويكب تُحضرها وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" إلى الأرض، وهي أكبر عيّنة جُمعت على الإطلاق.
وكشفت ناسا، أن الهبوط سيحدث في التاسعة صباحًا بالتوقيت المحلي الأمريكي في منطقة عسكرية، تستخدم لاختبار صواريخ، على أن يطلق المسبار الكبسولة التي تضم العينات على ارتفاع 100 ألف كيلو متر عن الأرض، قبل 4 ساعات من الهبوط.
ويستغرق الهبوط النهائي للكبسولة في الغلاف الجوي للأرض 13 دقيقة، إذ تدخله بسرعة نحو 44 ألف كيلومتر في الساعة، ويؤدي الاحتكاك الناتج إلى رفع درجة الحرارة إلى 2700 درجة مئوية، إلا أنه سيتم إبطاء الهبوط الذي تتولى مراقبته أجهزة استشعار عسكرية، بواسطة مظلتين متتاليتين، مما يوفر هبوطاً سلساً.
ويبلغ طول بقعة الهبوط 58 كيلومتراً وعرضها 14 كيلومتراً. وقال مدير المهمة في مركز "غودارد" لرحلات الفضاء التابع لـ"ناسا" ريتش بيرنز خلال مؤتمر صحافي أواخر أغسطس إن الأمر يشبه رمي سهم عبر ملعب كرة سلة وإصابة وسط الهدف.
وقد يتقرر عدم إطلاق الكبسولة إذا تبيّن في الليلة السابقة أنها قد لا تصيب المنطقة المحددة، وفي هذه الحال، سيُجري المسبار دورة حول الشمس، قبل أن يحاول مجدداً إطلاق الكبسولة سنة 2025.
وتعتزم "ناسا" عقد مؤتمر صحافي في 11 أكتوبر لإعلان النتائج الأولية، لإعلان نتيجة تحاليل هذه العينات، إلا أن جزءًا منها سيُحفظ دون المساس به، وتتوقع "ناسا" أن تحوي العيّنة نحو 250 غراماً من المواد، أي أكثر بكثير من الهدف الذي وُضع أساساً وهو 60 غراماً.
ويأمل العلماء في أن تساعد هذه العيّنات التي جُمعت عام 2020 من الكويكب بينو، في توضيح كيفية نشأة النظام الشمسي وتطوّر الأرض ككوكب صالح للعيش.
يُذكر أن مسبار أوسايرس ريكس، انطلق عام 2016،وفي 2020 فاجأ بينو العلماء أثناء جمع العينة لبضع ثوانٍ، إذ انغرزت ذراع المسبار في سطح الكويكب، مما أظهر أن كثافته أقلّ بكثير مما كان يُعتقد.
وهذه المهمة هي الأولى من نوعها للولايات المتحدة. لكنّ اليابان سبق أن نظّمت اثنتين. ففي عام 2020، عاد المسبار "هايابوسا" بحبيبات مجهرية من الكويكب إيتوكاوا، في حين أحضر "هايابوسا 2" عام 2020 نحو 5.4 غرام من الكويكب ريوغو.