بذلت المملكة جهودًا كبيرة في مجال الفضاء خلال السنوات الماضية، والتي كانت بداياتها فعلياً في عام 1985، عندما سافر الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز على متن مكوك ديسكفري التابع لوكالة الفضاء الأمريكية ناسا إلى الفضاء الخارجي، حاملًا معه القمر العربي الثاني الذي كان مكلفًا بإطلاقه.
وأصدر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أمرًا ملكيًا في 27 ديسمبر لعام 2018 بإنشاء أول هيئة سعودية للفضاء، على أن يكون رئيسها نجله رائد الفضاء الأمير سلطان، ونجحت السعودية في إطلاق 16 قمرًا صناعيا سعوديا منذ عام 2000 إلى عام 2019، وتعمل هذه الأقمار على توفير الاتصالات في المناطق المنكوبة وشبه النائية، بجانب استخدامها في مجالات التنمية المستدامة.
وأطلقت المملكة محطة مهمة من خلال إنشاء مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، والتي تشمل محطات مهمتها استقبال الصور والبيانات الفضائية لتغطية 2.7 مليون كم مربع من جنوب روسيا إلى جنوب الصومال، ومن غرب باكستان إلى شرق ليبيا.
كما أطلقت الهيئة السعودية للفضاء برنامج أجيال الفضاء، الذي يهدف إلى تدريب الكوادر البشرية السعودية للسفر إلى الفضاء الخارجي، تماشيًا مع رؤية 2030، والتي سيكون نتاجها تعزيز إنجازات المملكة في مجال الفضاء.
ولم تقف المملكة عند هذا الحد، بل أطلقت في عام 1985 قمر عربسات، وعقدت العديد من الاتفاقيات لعلوم الفضاء والاتصالات، منها اتفاقيتان مع كازاخستان 2011، والصين في 2017، حيث تغيرت رؤية الفضاء منذ 2017، لتحدد رؤية 2030 مستهدفات استكشاف الفضاء، والتي تكمن في توطين صناعة الفضاء وأنظمة مراقبة الأرض، إضافة إلى خلق الوظائف وتمكين اقتصاد الفضاء.
وفي 2023 أعلنت المملكة إرسال أول رائدة فضاء سعودية "ريانة برناوي" ورائد فضاء سعودي "علي القرني" إلى محطة الفضاء الدولية، ليلتحقا بطاقم مهمة AX-2 الفضائية بهدف بناء القدرات الوطنية في مجال الرحلات المأهولة لأجل البشرية، والاستفادة من الفرص الواعدة التي يقدمها قطاع الفضاء وصناعاته عالميًّا.
وكان رائدا الفضاء "برناوي والقرني" قد تزودا بهمّة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان الذي استقبلهما في جدة، وأكد "أنهما يمثلان قدرات الشعب السعودي، وطموحاته في الإسهام بالابتكارات وأبحاث الفضاء لإيجاد حلول مستدامة لخير البشرية".
وربط ولي العهد بين الرحلة الفضائية والآمال الكبيرة المعقودة على بطليها السعوديين؛ واعتبرهما سفيرين وممثلين للوطن في محطة الفضاء الدولية، بمهمة تحمل أهدافاً سامية، لتمكين الإنسان وحماية كوكب الأرض، وفتح آفاق جديدة، من خلال مجموعة الأبحاث التي سيجريها رواد الفضاء في مجالات الصحة واستدامة البيئة.
وتركزت مهمة الفريق الفضائي على إجراء 14 تجربة بحثية علمية رائدة، والإسهام في خدمة البشرية عبر الأبحاث العلمية، وتعزيز مكانة المملكة العربية السعودية عالمياً في مجال الفضاء، وتقديم ثلاث تجارب تعليمية وتوعوية، وصولاً إلى التأكيد على إبراز مراكز الأبحاث السعودية.