تواصل القوات الأذربيجانية عملياتها، الأحد، لبسط سيطرتها الكاملة على إقليم ناغورني قره باغ الانفصالي ذي الغالبية الأرمنية، بعد هجومها الخاطف الذي أثار القلق على مصير الأرمن المحاصرين في المنطقة.
وأعلنت أذربيجان، السبت، أنَّها تعمل مع روسيا على "نزع سلاح" قوات منطقة ناغورني قره باغ، حيث عرض الجيش الأذربيجاني مئات الأسلحة التي صادرها من الانفصاليين، على مرتفعات "العاصمة" ستيباناكيرت.
ودخلت أول قافلة مساعدات دولية، السبت، إلى ناغورني قره باغ، حيث أكدت مسؤولة في الصليب الأحمر الدولي عند نقطة التفتيش الأرمينية في كورنيدزور لدى عبور القافلة: إن "اللجنة الدولية للصليب الأحمر عبرت ممر لاتشين لتنقل خصوصاً سبعين طناً من المساعدات الإنسانية للسكان".
وتعرّضت إغتساهوغ الثلاثاء للقصف، ولكن لم يُقتل أحد ولجأ السكان البالغ عددهم 150 شخصاً إلى محيط معسكر للجيش الروسي، لكنهم حالياً محاصرون.
ودعت أرمينيا من على منبر الأمم المتحدة السبت إلى إرسال "بعثة" للأمم المتحدة "على الفور" إلى ناغورني قره باغ لمراقبة الوضع الميداني.
وقال وزير الخارجية الأرميني أرارات ميرزويان، خلال كلمة في الأمم المتحدة، إن على "المجتمع الدولي بذل قصارى جهده لنشر بعثة مشتركة من وكالات الأمم المتحدة على الفور في ناغورني قره باغ لمراقبة وتقييم حقوق الإنسان والوضع الإنساني والأمني على الأرض"، مكرراً الاتهامات بارتكاب "تطهير عرقي" في المنطقة الانفصالية.
ومن على المنبر نفسه في الجمعية العامة، أكد نظيره الأذربيجاني جيهون بيراموف أنّ "أذربيجان مصممة على إعادة دمج السكان الأرمن في منطقة قره باغ في أذربيجان بصفتهم مواطنين متساوين"، مبينا أنَّ "الدستور والتشريعات الوطنية لأذربيجان والالتزامات الدولية التي تعهدنا بها تشكل أساساً متيناً لهذا الهدف".
يذكر أن أذربيجان شنت هجوماً عسكرياً، الثلاثاء، على هذه المنطقة الانفصالية ذات الغالبية الأرمينية، محققة انتصاراً خاطفاً. ووافق الانفصاليون، الجمعة، على تسليم أسلحتهم، بعد إقرار وقف لإطلاق النار الأربعاء.
ويشكّل جيب ناغورني قره باغ محور نزاع مديد، ألحقت السلطات السوفياتية الإقليم ذا الغالبية الأرمينية بأذربيجان عام 1921. وخاضت الجمهوريتان السوفيتيتان السابقتان، أذربيجان وأرمينيا، حربين بشأنه، إحداهما بين 1988 و1994 راح ضحيتها 30 ألف قتيل. وآنذاك سمحت الهزيمة التي منيت بها باكو ليريفان بالسيطرة على المنطقة ومناطق أذربيجانية مجاورة.
في خريف 2020، اندلعت حرب جديدة أسفرت عن مقتل 6500 شخص خلال ستة أسابيع، لكن هذه المرة، انتهت الحرب بهزيمة أرمينيا التي أُجبرت على التنازل عن مناطق مهمّة لأذربيجان في قره باغ ومحيطها.