عبر رئيس وزراء ألبانيا إيدي راما عبر عن تشاؤمه في ما يتعلق بالانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وأكد أن إيران تصرفت "بوحشية" إزاء بلاده.
وكشف رئيس وزراء ألبانيا بأن بلاده تتمتع بعلاقات وطيدة وعميقة مع السعودية والكويت والإمارات ونتطلع إلى تعزيزها، مضيفاً أنه ينظر بعين الإعجاب إلى النهضة الجارية في السعودية والإمارات، مثنياً على قيادة البلدين.
وقال: "لدينا الكثير لنتعلمه من النهضة في السعودية والإمارات"، معرباً عن تطلعه لتعزيز العلاقات مع دول الخليج.
الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي
وخلال لقاء ظهر فيه على قناة الشرق، استعرض تحديات انضمام ألبانيا إلى الاتحاد الأوروبي، فمنذ سنوات طويلة، تبني ألبانيا الأمل بالانضمام إلى التكتل الذي اعترف في عام 2000 بأنها دولة مرشحة محتملة، وتقدمت تيرانا بطلب الحصول على عضوية الاتحاد الأوروبي في عام 2009، وهو نفس العام الذي انضمت فيه إلى حلف "الناتو" كعضو كامل العضوية.
وعبر راما عن تشاؤمه في ما يتعلق بانضمام بلاده إلى التكتل، إلا أنه يرى أن الاتحاد الأوروبي أكثر الأشياء سحراً في تاريخ السياسة ويمثل تجربة فريدة، مشدداً على أهمية رؤية التكتل للسلام والأمن وتوحيد الدول لتحقيق المصالح المشتركة، مؤكداً أنه أرسى أسساً راسخة لحكم القانون وضمان حقوق الأفراد واحترامها.
وفي شأن عدم انضمام ألبانيا منذ عام 2009 حتى اليوم إلى الاتحاد الأوروبي، أكد راما أنه ليست هنالك مطالب تعجيزية من قبل الاتحاد الأوروبي، معتبراً أن التحديات ليست تحديات غير قابلة للتجاوز، وأن الجهد المبذول يهدف إلى تحقيق مستقبل ديمقراطي وعادل للأجيال القادمة في ألبانيا.
في ما يتعلق بنسبة المسلمين في بلاده التي تشكل حوالى 70 في المئة من السكان وما إذا كانت هي العائق أمام انضمام ألبانيا إلى الاتحاد الأوروبي، قال راما إنه لا يتفق مع هذا الطرح، وقال "لدينا نسبة كبيرة من المسلمين لكن لدينا أيضاً نسبة كبيرة من المسيحيين وحتى من الملحدين، ولم نشهد أي نزاعات أو صراعات دينية".
وأكد راما أن الاتحاد الأوروبي لطالما رحب بالمسلمين، مضيفاً: "نصارع يومياً المتطرفين الحمقى وهم مجرد أقليات مهملة، لكن لا أعتقد أن الاتحاد الأوروبي يشكل منصة لهذه الأفكار"، وشدد على أن المسلمين والمسيحيين في ألبانيا هم أوروبيون يستحقون الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي".
أما بالنسبة لتلويح بلغاريا باستخدام الفيتو ضد انضمام تيرانا إلى التكتل، أكد رئيس وزراء ألبانيا: "تجمعنا مع بلغاريا علاقة ودية على الرغم من بعض السجلات السابقة المتعلقة بمقدونيا الشمالية"، لكنه لا يعتقد أنها ستقدم على خطوة من هذا القبيل من أجل أن تقدمها هدية لروسيا.
صربيا واليونان
من جانب آخر، تطرق اللقاء إلى رفض صربيا دعم العقوبات الغربية ضد روسيا، وشدد راما على أن الأمر ليس سهلاً ويتطلب الوقت والجهد، إذ إن صربيا تعتمد بشكل كبير على روسيا في قطاع الطاقة، والرأي العام مؤيد إلى حد كبير لموسكو ما يجعلها تواجه تحديات فريدة.
وعن الأقلية اليونانية في ألبانيا واعتقال بعض رموزها السياسية، اعتبر راما أنه ما من شيء يمكن أن يقوض علاقة بلاده الودية مع أثينا، مشيراً إلى أن هناك مئات الآلاف من الألبان يعيشون في اليونان. وأضاف أنه قد تكون هنالك مشاكل بين الفينة والأخرى لكن هذا يحدث بين الجيران.
التنافس الروسي - الصيني - التركي
وتطرق اللقاء أيضاً إلى التنافس الروسي - الصيني - التركي في غرب البلقان، حيث يرى راما أنه لا يمكن وضع الدول الثلاث في سلة واحدة، قائلاً إن روسيا عبرت عن نفسها في "غزوها الوحشي" لأوكرانيا، بحسب تعبيره. وتابع بأن بلاده ليس لديها مصلحة في إقامة علاقة جيدة معها.
وأضاف: "روسيا ليست مختلفة عما كانت عليه في السابق. ونحن غير مهتمين بإقامة علاقات معها. وهم ربما فهموا أيضاً أن ألبانيا ليست تربة خصبة ليبذروا فيها بذور التفرقة في أوروبا. نحن ملتزمون تماماً بالمجتمع اليورو أطلسي، وقد تعلمنا دروساً مهمة لأسباب كثيرة في طليعتها السلم".
أما بالنسبة للصين فهي قصة مختلفة بحسب قوله، مؤكداً أن بكين تعتبر لاعباً كبيراً ومهماً ولديها أجندة على علاقة بتوسعات ضخمة وهائلة في قطاع الأعمال، لكن في ألبانيا ليس هناك استثمارات صينية كبيرة وهائلة مقارنة مع البلدان الأخرى.
وقال راما إن تركيا هي حليف استراتيجي لبلاده، واصفاً إياها بالبلد "الشقيق".
وحول إمكانية أن تتحول بلاده إلى ساحة صراع ما بين روسيا والغرب مستقبلاً، قال راما إن ألبانيا لن تكون حقل نزاع بين الاتحاد الأوروبي وروسيا، مؤكداً أن مسألة شعبية الاتحاد الأوروبي تصل إلى حوالى 90 في المئة في أوساط المجتمع الألباني، مستبعداً أن يكون هنالك أي دعم لأي أجندة روسية في ألبانيا.
"إيران تصرفت بوحشية"
من جانب آخر، تطرق اللقاء إلى علاقة ألبانيا بالشرق الأوسط، وتحديداً السعودية وإيران.
وأكد راما أن بلاده تجمعها علاقات وطيدة مع السعودية ودول الخليج العربي، وفي رده إن كانت ألبانيا انحازت إلى السعودية حين قطع علاقاتها الدبلوماسية مع طهران، أكد أن الرياض لم تطلب ذلك، معتبراً أن إيران تصرفت بوحشية إزاء ألبانيا وكان على بلاده التصدي لها.
وأضاف أن طهران استهدفت ألبانيا بهجمات سيبرانية لأنها قدمت ملاذاً لبضعة آلاف من اللاجئين الإيرانيين، وقال "لم نكن نود أن نحول ألبانيا إلى منصة سياسية لمناوئة النظام الإيراني، منحنا الحماية للإيرانيين لأنهم احتاجوا إلى ذلك... وللأفغان أيضاً"، متابعاً: "ألبانيا تتحلى بمسؤولية كبيرة إزاء البشر وحياتهم، لكن إيران لم تفهم هذه المبادئ جيداً وهاجمتنا. لذا كان علينا أن نقطع العلاقات الدبلوماسية معها".
وحول وجود 3 آلاف شخص من "مجاهدي خلق" على الأراضي الألبانية، قال راما إن "هؤلاء الأشخاص جاءوا بموجب اتفاق مع الولايات المتحدة وبوسعهم البقاء طوال الوقت الذي يتطلعون إليه. لكن لا يتعين النظر إلى ألبانيا على أنها منصة لأجنداتهم السياسية، لأن ذلك لم يكن جزءاً من اتفاقنا بشأن استضافتهم".
وشكك رئيس وزراء ألبانيا أن تقوم الولايات المتحدة الأميركية باستقبالهم، مشيراً إلى إن لدى واشنطن ما يكفيها من الوافدين والمشاكل.
وعن محاولة إيران زعزعة استقرار ألبانيا انتقاماً من استضافة أعضاء في "مجاهدي خلق"، رد إيدي راما، وقال في هذا الصدد "نحن دولة عضو في الناتو وعلى الجميع أخذ ذلك في الحسبان".
أزمة تطرف
من ناحية أخرى، تحدث راما عن عدد الألبان الذين انضموا إلى تنظيم "داعش" قائلاً إنهم أقل من مئة وتم التلاعب بأدمغتهم، مشدداً على أن بلاده لا تعاني من أزمة تطرف.
هجرة العقول
وأكد راما أن ما من حلول سحرية لهجرة العقول من البلاد الأقل نمواً وأن وألبانيا ليست استثناء في هذه التجربة، فمثلاً البرتغال وإيطاليا واليونان تواجه هذه المشكلة، مضيفاً: "هنالك نزعة جعلت من العالم قرية صغيرة وبالتالي فإن الأشخاص في البلدان الأقل نمواً وتطوراً يهاجرون نحو البلدان الأكثر تطوراً وعلينا أن نتكيف مع هذه المشكلة ونبذل قصارى جهدنا من أجل تحسين أوضاعنا".
الحرب الروسية - الأوكرانية
في ختام اللقاءـ ورداً على سؤال كيف يرى مصير الحرب الروسية الأوكرانية؟ وما السيناريو الأقرب إلى تصوره؟ رد رئيس الوزراء الألباني قائلاً: "للأسف ما من إجابة في جعبتي.