لم تقف الرباعية السعودية في مرمى كوريا الشمالية عند حدود ملعب راشد في دبي، بل امتد ذلك إلى مواقع التواصل الاجتماعي التي امتلأت بصور الرئيس كيم يونغ أون وسط تعليقات ساخرة حول مصير لاعبي الفريق عقب الخسارة الكبيرة، استناداً على أحداث مر بها رياضيون من البلد الآسيوي.
وخسرت كوريا الشمالية برباعية دون رد أمام السعودية في افتتاح مبارياتها بكأس آسيا 2019 عبر أقدام هتان باهبري، محمد آل فتيل، سالم الدوسري وفهد المولد.
وانتشرت صور الرئيس الكوري الشمالي في مواقع التواصل الاجتماعي وهو يتابع مباراة كرة قدم سابقة لمنتخب بلاده، وارتبطت بتعليقات ساخرة عن العقاب الذي سيتعرض إليه لاعبي المنتخب عقب الهزيمة، وصور أخرى وهو يحمل "عصا" وكأنه يهم بمعاقبة اللاعبين الذين شاركوا في تلك المباراة.
وفي صورة أخرى تظهر كيم يونغ أون وهو يتحدث عبر الهاتف إلى جانب عدد من الضباط، ومكتوب عليها "أحضروهم حالاً" في إشارة إلى لاعبي المنتخب الكوري الشمالي.
وتأتِ تلك التعليقات نتيجة أحداث كثيرة مر بها الرياضيون من كوريا الشمالية في بطولات مختلفة، كان أحدها الفريق الذي عاد من كأس العالم 1966 عندما احتفل بعضهم حتى الصباح عقب الفوز على إيطاليا وبلوغ ربع النهائي، لكن الرئيس الكوري الشمالي حينها كان غاضباً من تصرفهم، فأرسلهم إلى معسكرات أعمال شاقة خارج العاصمة بيونغ يانغ.
وبعد 35 عاماً، تأهل المنتخب الكوري الشمالي إلى المونديال في جنوب إفريقيا، والتقطت الكاميرات أحد اللاعبين وهو يبكي بشدة قبل مواجهة البرازيل وكأنه يخشى من مصير مجهول إذا خسر أمام أبطال العالم 5 مرات، لكن المفاجأة حدثت وخسرت كوريا الشمالية 2-1، مما دفع الرئيس السابق كيم يونغ إيل إلى اتخاذ قرار غير مسبوق، وهو إذاعة مباريات كرة القدم في البلاد على الهواء مباشرة عقب الهزيمة "البطولية" أمام "سيليساو".
وبالطبع تم عرض مباراة إيطاليا التي حدثت قبل 35 عاماً، وتقرر استمرار بث المباريات، إلا أن الهزيمة القاسية أمام البرتغال بسبعة أهداف، ألغت القرار، وعاد الكوريون الشماليون إلى ما كانوا عليه.
وبعد تلك البطولة تدخل "فيفا" للتحقيق فيما حدث للمنتخب ومدربه كيم يونغ هون، وقيل حينها إن أفراد المنتخب تمت إهانتهم علانية كما تم تعذيبهم، أما المدرب هون فحكم عليه بالأشغال الشاقة من خلال توجيهه بالعمل في أحد المواقع السكنية خارج العاصمة.
ويقول سايمون كوكريل وهو مهتم بكرة القدم الآسيوية وتحديداً في كوريا الشمالية لـ"إندبندنت" أن الجماهير لا تتجاوز المئات في مباريات الدوري المحلي رغم أسعار تذاكر الدخول الزهيدة، بل إنهم لا يعرفون أسماء اللاعبين، ويكتفون بحفظ أرقام قمصانهم فقط، بينما يذكر فيكتور فيريرا وهو صحافي مهتم كذلك بالرياضة في كوريا الشمالية أن "الإهانة العلنية" للرياضيين الذين لم يحققوا نتائج إيجابية أمر معتاد في كوريا الشمالية، ويعتبره المسؤولون فيها بمثابة تحفيز للرياضي كي يخرج أفضل ما لديه.