أبدت الرياض، إدانتها واستنكارها الشديدين، لإقدام إحدى الجماعات المتطرفة على تمزيق نُسخ من المصحف، أمام عدد من السفارات في لاهاي الهولندية.

وجددت المملكة رفضها التام لمثل هذه الأعمال البغيضة والمتكررة، التي لا يمكن قبولها بأي مبررات، والتي تحرض بوضوح على الكراهية والإقصاء والعنصرية.

وشددت بحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية، على أن هذه الأعمال تتناقض بشكلٍ مباشر مع الجهود الدولية، الساعية لنشر قيم التسامح والاعتدال ونبذ التطرف، وتقوّض الاحترام المتبادل، الضروري للعلاقات بين الشعوب والدول.

إلى ذلك، أصدرت عدة منظمات وجهات ودول، بيانات استنكار؛ رفضاً لما قام به متطرفون بتمزيق المصحف، أمام عدد من السفارات في مدينة لاهاي الهولندية؛ حيث دعت من خلالها إلى وقف مثل تلك الجرائم.

وجدد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، جاسم البديوي، الدعوة للمجتمع الدولي، لاتخاذ خطوات دولية عاجلة وفاعلة؛ للتصدي لهذه التصرفات العدوانية والاستفزازية، خاصة أن هذه الممارسات تكررت خلال الآونة الأخيرة بدعوى حرية التعبير، دون وجود أي رد فعل واضح تجاه هذه الممارسات ونبذ الكراهية والتطرف.

وشدد على ضرورة تدخل الدول التي تقع فيها هذه الممارسات، وبشكل عاجل إلى تحمل مسؤولياتها القانونية والأخلاقية لوقف مثل الأعمال المرفوضة دولياً.

وأبدت رابطة العالم الإسلامي إدانتها بأشدّ العبارات، لجرائم تمزيقِ نُسخ المصحف الشريف، مؤكدةً أنها من الممارسات الهمجية النكراء، التي تخالف كل الأعراف والمبادئ الدينية والإنسانية، وتنتهك قيمَ المجتمع الدولي الذي حذر من مخاطر تلك الممارسات، وأعلن بكل وضوحٍ رفْضَها ورفض كلّ مظاهر "الإسلاموفوبيا".

ودعا الأمين العام للرابطة الدكتور محمد العيسى، إلى اتخاذ إجراءات فعالة لمنع هذه الجرائم الشنيعة، التي لا تخدم سوى أجندات التطرف، وليس توفير الحماية الرسمية لذرائع يرفضها المنطق، وهي التي أساءت للمعنى الحضاري للحريات؛ لتجعلها بهذا المفهوم الخاطئ ملجأً حاضِنًا لمثيري الصدام والصراع الديني والفكري، ودعاة الحقد والكراهية.

وفي الشأن نفسه، أبدى البرلمان العربي، رفضه التام لهذه الأفعال غير المسؤولة التي تؤجج مشاعر الكراهية والعنف، وتهدد السلم والأمن الدوليين.

وبالتزامن مع ذلك، لحقت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي، بركب المُدينين للحادثة، كما هو حال تركيا، التي استنكرت الواقعة نفسها.

وهذه ليست المرة الأولى التي تشهد بها تلك المنطقة، التي من المفترض أنها حاضنة لمحكمة العدل الدولية التي تمثل العدل والقانون الدولي، مثل هذه الحادثة، التي استفزت مشاعر المسلمين.

وخلال وقتٍ سابق، أدانت المملكة تكرار الممارسات الاستفزازية التي يقوم بها مجموعة من المتطرفين للمسجد الأقصى تحت حماية قوات الاحتلال الإسرائيلي.