بدأت، الثلاثاء، في أنقرة جلسات محاكمة 28 متهماً ضالعاً في جريمة اغتيال السفير الروسي لدى تركيا، من بينهم الداعية الإسلامي فتح الله غولن، المقيم في الولايات المتحدة، الذي تتهمه أنقرة بتدبير محاولة الانقلاب الفاشلة في العام نفسه.

وقعت الجريمة عندما قام ضابط شرطة تركي خارج الخدمة، مفلوت ميرت ألتينتاس، بإطلاق النار على السفير الروسي أندريه كارلوف داخل معرض للصور الفوتوغرافية في العاصمة التركية ليرديه قتيلاً في 19 ديسمبر 2016، ثم أطلق ضباط آخرون النار على ألتينتاس ليلقى حتفه هو الآخر في موقع الجريمة.

وخلص ممثلو الادعاء في تركيا إلى أن شبكة يقودها غولن هي التي خططت لاغتيال كارلوف، بغرض تعكير العلاقات الوثيقة بين تركيا وروسيا.

سجن مدى الحياة و15 سنة
ووجه ممثلو الادعاء التركي تهمة "انتهاك النظام الدستوري" و"الانضمام لعضوية منظمة إرهابية" و"القتل مع سبق الإصرار بقصد نشر الإرهاب" لـ16 من المتهمين، بمن فيهم غولن.

ويطالب الادعاء القضاة بإصدار أحكام بالسجن مدى الحياة ضد المتهمين. فيما تم توجيه تهمة "الانتماء لجماعة إرهابية" لـ12 آخرين، والذي يصل أقصى عقوبة لها السجن مدة 15 سنة.

محاكمة 10 متهمين غيابياً
ونفى غولن، الذي يقيم في الولايات المتحدة منذ عام 1999، تورطه في محاولة الانقلاب أو جريمة اغتيال السفير الروسي.

وتضم قائمة المتهمين ضباط شرطة سابقين ومنظم معرض الصور الفوتوغرافية وعميل سابق بالمخابرات التركية وكاتب في صحيفة تركية سابقاً، ويقيم حاليا في الولايات المتحدة.

ومن بين الأسماء الواردة في قائمة المتهمين الـ10 الجاري محاكمتهم غيابياً، يأتي سيريف علي تيكالان، الرئيس السابق لإحدى الجامعات ذات صلة بغولن والذي يعمل حالياً كرئيس لجامعة أميركا الشمالية في تكساس.

محاكمة عبر فيديو كونفرانس
ومثل في قفص الاتهام في جلسة أمس، 14 من المتهمين، في حين تم التواصل مع 4 آخرين عبر خاصية الفيديو كونفراس بقاعة المحكمة من سجون منفصلة.

ونفى 6 من المتهمين، بمن فيهم ضباط شرطة سابقون وهم زملاء منفذ الجريمة ألتينتاس في نفس أكاديمية الشرطة، في شهاداتهم أمام المحكمة وجود أي صلة لهم مع فتح الله غولن.

وكان قد صدر أمر قضائي في أبريل الماضي بالقبض على غولن و7 أشخاص آخرين فيما يتعلق بجريمة اغتيال الدبلوماسي الروسي. وتسعى تركيا لدى واشنطن كي يجري تسليم غولن بحجة محاكمته.