عاد "ملك الصحافة" الكبير، تركي السديري، للواجهة مجدداً عبر الفيلم الوثائقي الشهير الذي بثته القناة الثقافية، ومنصة شاهد، إذ يروي العمل مشوار الراحل وسيرته المهنية، في بلاط صاحبة الجلالة، على امتداد نصف قرن، فيما يضم الفيلم مقابلات ولقاءات مع زملائه وتلاميذه؛ الذين رسخ فيهم مفاهيم المهنية وثقافة الالتزام المهني.
ورأى كثير من الصحافيين ممن عملوا مع السديري، أن هذا الفيلم المخصص لنقل تجربة رجل يعتبر والداً للجميع، حتى وإن تأخر عن موعده، إلا أنه خطوة في الاتجاه الصحيح، من حيث تخليد أشخاص بحجم هذا الرجل، الذي أعطى وطنه ومهنته، جزءا كبيرا من حياته، ما اعتبروه إعادةً لروحه إلى المشهد من جديد، وهو الذي ما زال مستقراً في ذاكرة محبيه وجماهيره.
ولم يخفِ منتج وكاتب العمل، علي سعيد في حديث سابق لـ"أخبار 24"، أن تصوير الفيلم الوثائقي الذي يروي تجربة الراحل رئيس تحرير جريدة الرياض، واجه عددًا من المصاعب والتحديات البحثية، فضلاً عن رفض عدد ممن كانت هناك رغبة لاستقطابهم للحديث عن الراحل، وهذا ما دفع الفيلم لأن يأخذ منحى يقتصر على ذكريات السديري، مع عائلته وأصدقائه، والمقربين منه، وعدد من صحافيي صحيفة "الرياض"، ممن عاصروا المرحوم وعملوا معه.
بيد أن المنتج سعيد استند إلى بعض المعلومات في إنتاج العمل، بصفة عمله صحافياً سابقاً في صحيفة "الرياض"، وهو ما قرّبه لهذه الشخصية الفريدة، إذ انتقل بعد ذلك للعمل في السينما، مؤكداً فرحته الغامرة بتفاعل الجمهور مع قصص فقيد الصحافة تركي السديري.
وسرد العمل الذي أخرجه حسن سعيد وسُمي بملك الصحافة وهو لقب أطلقه الملك عبد الله على الراحل السديري، نتيجة إسهاماته الصحافية والفكرية، عدد من الشخصيات البارزة على غرار، الباحث والكاتب العراقي رشيد الخيون، والصحافي مدير قناة العربية سابقاً، عبد الرحمن الراشد، والنائب السابق لرئيس تحرير جريدة "الرياض" يوسف الكويليت، إذ قدموا للمشاهد تفاصيل مشوارهم المهني مع الراحل، وما حمله من مواقف بقيت خالدة في الذاكرة.
وبالتوازي مع ذلك، كانت أمانة الرياض قد وجهت في إطار استذكار رحلة عطاء الراحل تركي السديري، تسمية أحد شوارع العاصمة الرياض باسم السديري، نتيجة إسهاماته في الإعلام السعودي، واحتضانه الصحافيين، وتبني المواهب الشابة وتيسير مهامهم الصحافية.