"الموسيقى الشعبية"، تأخذ المستمع لها لعديد من صفحات الماضي، والتاريخ. فالفن السعودي الشعبي، ذو صولات وجولات، عاش عليها أبناء الأجيال السابقة. لكن حالة التجديد الكبرى التي تعيشها المملكة، التي يتخللها محاولات ناجحة لربط الجيل الحالي بالماضي أو بالموروث السابق، تلقى موضعاً من ناحية الاهتمام والإقبال.
وهذا يؤكده معرض "فناء فون" الذي يعرض مقتنيات جمعها الفنان السعودي الدكتور سعد الهويدي خلال العقود الماضية، حتى أن بعضها يعود لخمسينيات القرض الماضي، والبعض الآخر مرتبط في الحالة الزمنية الآنية، وهذا ما يعتبر مساحةً كبرى غنية للتجول ما بين الماضي والحاضر.
معرض "فناء فون" يحتوي على خمسة أقسام، يستعرض الأول منها "الموسيقى الأدائية التقليدية إلى الموسيقى الرائجة"، التي تعتبر أول تجليات الموسيقى السعودية وتحوّلاتها، بينما يُحاكي القسم الثاني "التحوّل من الداخل" ويختصر التحولات في المشهد الموسيقي، ليصل الأمر للثالث، الذي يختزل قصة الدخول للساحة للإقليمية، وللعالمية، ينما يعرّج القسم الرابع على "الموسيقى الشعبية صوتاً وصورة"، وينقل تأثير الصحافة المطبوعة ودورها الرائد في الترويج للفعاليات الموسيقية، في حين ينتهي القسم الخامس من المعرض، عند "أصوات من الحاضر"، ويُبرز للزائر واقع الموسيقى في الحقبة المعاصرة.
ويرى حسن رحماني - وهو مهتم بالفن - بأن المعرض بمثابة إحياء لسيرة وأعمال الفنانين، التي لا تزال موجودة حتى الآن، بالإضافة إلى أنه يجسد حالة تعريف الجيل الجديد بالفنانين من الأجيال السابقة، أمثال الموسيقار الكبير طارق عبدالحكيم وطلاح مداح وغيرهما الكثير.
أما ثامر الدجاني، فيجد أن المعرض منحه الفرصة الكبرى لتصور الثقافة الفنية السعودية، كيف كانت منذ بدايتها، وإلى أين وصلت، واعتبرها ذكريات جميلة، لمن يتمكن له معرفتها والاطلاع عليها.