بين "فنجال الضيف" و"أهل الدِّلال" و"خيمة التعاليل"، عاش زوار مهرجان القهوة السعودية 2023، الذي أطلقته هيئة فنون الطهي؛ تجربةً ثقافية ثريّة عبر مجموعة متنوعة من البرامج التي تستعرض صناعة القهوة في المملكة، ودورها المحوري في الثقافة السعودية على مرّ العصور بوصفها رمزاً للضيافة والحفاوة والتقاليد الأصيلة.

المهرجان الذي يقع مقابل مركز الملك عبد الله المالي بالرياض، يقدم للزوار تجربةً ممتعة عبر ثلاث مناطق رئيسية، تبدأ من منطقة "فنجال الضيف" التي تضم ثلاثة أركان، تتمثل بـ"رحلة شجرة البُن"، التي تعرض عبر شاشات الواقع المعزز، مسيرة القهوة من المزرعة إلى الفنجان، مع إبراز القيمة الثقافية والاقتصادية للقهوة السعودية، و"أهل الدِّلال" الذي يعرف بشذى وعبَق القهوة السعودية ونكهاتها المختلفة، في تجربةٍ استثنائية تعرض أنواع القهوة السعودية بحسب المناطق، الشمالية، والجنوبية، والغربية، والشرقية، فيما يقدم الركن الأخير "محمصة البن الحديثة" مشاهد حيّة لرحلة تحوُّل البنّ، وتأثير التنوع الثقافي في المملكة على كيفية التعامل مع مكونات القهوة.

أما منطقة "فنجال الكيف" فتضم أربعة أركان، أولها يُمثّل سوقاً للقهوة ويُعدُّ الجزءَ الأكبر في المهرجان والأكثر حيوية، إذ يُمكّن الزوار من استكشاف مجموعةٍ واسعة من المقاهي والمحامص، ثم ركن المطاعم الذي يضم تشكيلةً متنوعةً من المطاعم المحلية، وثالثاً ركن "واحة الطفل"، وأخيراً منطقة "فنجال الكيف" المخصصة لمسابقة "درب الفنجال"، التي تُسلط الضوء على ثقافة القهوة السعودية وطرق تحميصها.

وتأتي المنطقة الثالثة؛ "فنجال السيف"، كقلبٍ نابض للمهرجان من خلال تصميمها بطريقةٍ إبداعية فريدة، تنعقد في ثناياها سلسلة من الجلسات الحوارية حول تطوّر سوق القهوة السعودية، ودَور المملكة في سوق القهوة العالمي، إلى جانب العملية الزراعية لإنتاج البُن بالمملكة، لتشكل بذلك فرصةً ثمينة للتعلم والتواصل مع المختصين.

وتضم المنطقة الثالثة أيضاً، "خيمة تعاليل" التي تُجسّد الثقافة السعودية وغِناها التاريخي وما تتميز بهِ من كرم وأصالة، كما توفر تجربةً ثقافية تفاعلية للضيوف من خلال الاستمتاع بالقصص التقليدية، ومشاهدة عمليات تحميص القهوة، والاستماع إلى الروايات والشعر في رحلةٍ ممتعة، يقودها أحد الرواة وإلى جانبه مختصٌّ يُحمّص القهوة السعودية، وآخرُ يستعمل "النجر" لطحن القهوة بعد حمسها.

**carousel[316961,316963,316962,316964]**