شهدت محافظة الإسكندرية حادثا مأساويا عندما أقدمت زوجة على قتل حماتها، وبدلا من مراعاتها وخدمتها أقدمت على قتلها بكتم أنفاسها باللحاف داخل غرفة نومها، ولم تكتف بذلك بل أصابتها فى رأسها بمفك، وذلك من أجل سرقة بعض الأموال التى كانت تحتفظ بها السيدة المسنة فى دولابها الخاص لتكون عونًا لها فى شيخوختها ولكن طمع زوجة نجلها كتب نهاية السيدة المسنة.
والبداية عندما كشفت مديرية أمن الإسكندرية واقعة مقتل عجوز داخل شقتها متأثرة بإصابتها بسلاح حاد فى الرأس واختناق وتم ندب النيابة للمعاينة، وتم تشكيل فريق بحث جنائى لكشف ملابسات الواقعة وتبين أن الجانى هى زوجة نجلها لسرقة مشغولاتها الذهبية ومبلغ مالى.
وتلقى قسم شرطة الرمل أول بلاغا يفيد بمقتل سيدة وإصابة زوجة ابنها على يد مجهول داخل شقة بالطابق الثالث بالعقار رقم 10 بشارع الصولى بمنطقة باكوس، وانتقل مأمور وضباط قسم شرطة أول الرمل وسيارة الإسعاف إلى موقع الحادث.
وتبين من الفحص وجود جثة "ف.م.ر" 70 عاما، ربة منزل، على سرير غرفة النوم، ووجود بعثرة فى محتويات غرفة النوم وسرقة مشغولات ذهبية ومبلغ مالى من الدولاب، وبسؤال "ض.ح.ع" 30 عاما، زوجة ابن المجنى عليها، ادعت قيام مجهول باقتحام المنزل وضربها وقتل المجنى عليها وسرقتها وفر هاربا.
وكلف اللواء محمد الشريف، مساعد الوزير مدير أمن الإسكندرية، بتشكيل فريق بحث تحت إشراف إدارة البحث الجنائى، لكشف غموض الحادث وضبط مرتكبيه.
وأكدت التحريات عدم صحة أقوال زوجة الابن بعدما تبين من فحص كاميرات المراقبة عدم دخول أو خروج أى شخص غريب للعقار وقت الحادث، فضلا عن سلامة منافذ الشقة.
وبمواجهة زوجة الابن بالتحريات وإعادة استجوابها، اعترفت أمام ضباط المباحث بارتكابها الواقعة لمرورها بضائقة مالية، مشيرة إلى أنها قامت بضربها على رأسها بمفك وكتم أنفاسها باللحاف بعدما شاهدتها أثناء سرقة مبلغ مالى دولاب غرفة النوم.
وفى شارع متفرع من شارع الكامل تحديدا بمنطقة فلمنج خلف مستشفى المبرة كان الحادث، يعيش المواطنون حالة من الرعب لعدم تصديقهم الحادث.
وقال " محمد.ن" أحد جيران السيدة المسنة، إنها كانت تعمل الخير دائما وتخرج صدقات وكانت تعيش بمفردها وأبناؤها كانوا يترددن عليها لعدم تركها بمفردها ويتناوبون على خدمتها مع زوجاتهن ولكن هذه الزيجة الأخيرة كانت قلقة منها ولم تشعر بالارتياح تجاهها، مضيفا أن نجلها تزوج منذ 10 أشهر ومنذ زواجه وتركه لمنزل والدته يأتى إلى أمه باستمرار بصحبة زوجته ليجلسا معها وفى بعض الأوقات يضطرون إلى الإقامة لأيام معها.
وأوضح محمد، أنه فى يوم الواقعة تحديدًا فى الساعة التاسعة والنصف صباحًا سمعوا استغاثة صادرة من الشقة ليفروا إليها ليجدوا السيدة بها آثار دماء على سريرها وزوجة نجلها بها إصابة فى يدها وتقول أن أحد المجهولين اقتحم الشقة عليها وأصاب حماتها وسرق الأموال وفر هاربًا.
ولفت جار القتيلة، إلى أنهم استغاثوا بشرطة النجدة لتأتى ومعها سيارة إسعاف، مضيفا: "فجأة وجدنا رجال الشرطة داخل الشقة واكتظت المنطقة بالأمن بعد بلاغ الأهالى وحضر أبناؤها وهم فى حالة ذهول وعدم تصديق الموقف بأنهم فقدوا والدتهم".
وفى أقوال المتهمة بالنيابة أكدت أنها منذ زواجها منذ 10 أشهر تعيش حالة من الضنك مع زوجها وعدم وجود أموال كافية، خاصة أنها حامل فى الشهر السادس وكانت تريد أموالا لتعيش ميسورة الحال والشيطان دفعها لسرقة والدة زوجها، خاصة أنها كانت تعلم جيدًا المكان الذى كانت تخبئ فيه الأموال .
وأضافت "ضحى" أن يوم الحادث جاءت لها فكرة سرقة أموال والدة زوجها أثناء نومها وأثناء استعانتها بمفك شعرت أن والدة زوجها استيقظت وقالت لها: "أنتى بتعملى إيه يا ضحى" مما اضطرها إلى الاندفاع نحوها وكتم أنفاسها باللحاف وأثناء محاولة دفاعها عن نفسها قامت بضربها بالمفك على رأسها لتستسلم وتلفظ أنفاسها الأخيرة .
وتابعت: "شعرت أنها ماتت وازداد القلق بداخلى فأخذت الأموال من الدولاب والمصوغات وارتديتها فى يدى وصرخت حتى تجمع الأهالى والجيران واضطريت أن أكذب حتى لا يفتضح أمرى".
ولم يقتنع رجال المباحث برواية زوجة الابن فهى الشاهد الوحيد على الواقعة وتم تشكيل فريق بحث جنائى بقيادة رئيس مباحث أول الرمل لتفريغ كاميرات المراقبة للسوبر ماركت الموجود بجوار المنزل ليكتشفوا عدم دخول وخروج أى شخص فى هذا التوقيت كما تم طلب تحريات المباحث عن زوجة الابن ومحل سكنها وعملها السابق وتم الكشف عنها وتضييق الخناق عليها فى الاستجواب واعترفت بأنها الجانية والهدف من الاعتداء عليها هو سرقة أموالها.
وقرر قاضى معارضات جنح الرمل أول، حبس "ضحى. ح. ع"، المتهمة بقتل حماتها 15 يومًا على ذمة التحقيقات بتهمة القتل العمد المقترن بالسرقة.