فقدان البصر بالتأكيد أمر صعب ومؤلم للغاية، لكن فقدان البصيرة حتماً، أكثر ألماً ومرارة. إلا أن المرء ومع مواجهة الحياة، يسلك كثيراً من الطرق، التي تجعله ربما يقفز على كافة الظروف المحيطة به.

الشاب مجدي مروان، ذو تجربة تستحق الكثير من الاحترام والتقدير، فهو كفيفٌ منذ الصغر، اكتسب بعضاً من الخبرات، التي قادته، لامتلاك حضور متفرد، ومميز، ولافت للانتباه.

يجلس مجدي في أروقة معرض الرياض الدولي للكتاب، حاملاً آلة العود الخاصة به، ليؤدي ما يجعل المارة، والحضور، ينقادون إليه، لتشجيعه ولو بكلمة، لكنه في داخله، يرى نفسه يمارس الشغب، والأهم، يقدم نفسه لنفسه وللآخرين، بأنه لن يكون حبيساً لفقدان البصر.

"أخبار24" قابلت مجدي في معرض الكتاب، وفتح قلبه لها، ومضى يتحدث: "عندما يأتي الناس من حولي، ويعجبهم ما أقوم بعزفه، تصلني منهم عبارات التشجيع والإعجاب، وهذا ما يجعلني فخوراً بنفسي، ويمنحني طاقة أكبر، وإصرارا وقناعة أكثر، على أن الإنسان يمكن أن يكون أسيراً لما يُحب، وليس أسيراً لما يُكتب عليه في حياته".

وبحسب مجدي فقد تخطى عديدا من الصعوبات والعراقيل التي واجهته في حياته، بالصبر والسعي والجهد، إلى أن بلغ الشاب منزلاً ذا رفعة، وقام بمشاركة الفنانة الكويتية نوال بأحد الأعمال الغنائية، والفنان عايض، والفنانة داليا مبارك، بالإضافة إلى أنه فرض نفسه في موسم الرياض، ونبض الرياض، الذي شهدته منطقة البوليفارد في الرياض.

ويعتبر الشاب أن فقدان البصير دون أدنى شك مؤثر، إلا أنه تغلب على ذاك بالتعايش مع الأمر، ولجأ للتعلم من خلال السمع والحس واللمس، وهذا ما خلق بداخله، نوعاً من التحدي، على الرغْم من أن الجميع حاول تصوير الصعوبة له، إلا أنه تخطى ذلك، وأصبح ما كان يسعى إليه، فناناً ذا إحساس مرهف، ولديه جماهيرية مرضية.

في تجربة مجدي كثير من العبر؛ والفوائد، أهمها، كسر حاجز الخوف، والتردد، والقفز على اللامعقول، للوصول إلى الواقع المرضي للنفس، كما هو حاله، وقد تحول إلى أشبه بطائر حب، يلتئم حوله زوار معرض الرياض الدولي للكتاب.