تمتاز جازان بمنتج الفل البلدي، كواحد من المنتجات الرئيسية والمطلوبة في جميع المناسبات والأفراح، فزهرة الفل تعتبر زهرةً اقتصادية، ذات إقبال كبير في الصناعات التحويلية، وما تأكيدات وزارة البيئة والمياه والزراعة بتعاونها مع منظمة الفاو في الفترة الأخيرة، إلا تأكيد على أهمية هذا المنتج.

وتعمل الوزارة ومنظمة الفاو، على ملفات مشتركة، أبرزها تطوير صناعات تحويلية لمنتج الفل البلدي، وتصديره إلى دول أوروبا قريباً، حيث تتطلع الجهتان للاستفادة من الإمكانات الاقتصادية، لهذه الزهرة وزيادة الإيرادات من صادراتها.

ويرى رئيس الجمعية التعاونية للتسويق الزراعي بجازان إبراهيم أبو حرشه، خلال حديثٍ له مع "أخبار24"، أن تطوير صناعة الفل البلدي في جازان يعد فرصة حقيقية لتعزيز الاقتصاد المحلي وتحسين وضع المزارعين في المنطقة، إذ ستسهم هذه الصناعة في تعزيز الاستدامة الزراعية وتحقيق تنمية مستدامة.

ويقول أبو حرشه: "التعاون الحالي بين الجهتين يهدف إلى تعزيز صناعة الفل البلدي في جازان وتطويرها، ويتوقع أن يتمكنوا من تصدير منتجاتهم إلى دول أوروبا في المستقبل القريب، إذ يعد هذا التعاون فرصة مهمة لتعزيز الاستدامة الزراعية وتعزيز الاقتصاد في جازان".

ويعتبر أبو حرشه، أن الفل من المنتجات الرئيسية والمفروضة في جميع المناسبات، إذ تعد الزهرة مصدراً اقتصادياً له إقبال كبير، ما دفع المهتمين للعمل حالياً على البحث عن إيجاد صناعات تحويلية لهذه الزهرة.

ويشير رئيس الجمعية التعاونية للتسويق الزراعي بجازان، إلى أن زراعة الفل ممتدة منذ القدم، وفي هذه الفترة الحالية، بات الاهتمام عالياً جداً في جميع محافظات المنطقة، لافتاً إلى أن زهرة الفل صيفية، ولكن تنتج على مدار العام بشكل دائم، ويقل إنتاجها في فتره الشتاء.

وحول التحديات التي واجهت المزارعين في تحقيق الاكتفاء الذاتي من نبات الفل في المنطقة، يؤكد أبو حرشه، أن هناك الكثير من التحديات، كالأراضي الزراعية وتوفرها، وملائمتها لهذا المنتج، والآفات التي تصيب الفل في بعض مراحل الإنتاج، بالإضافة إلى قرب وبعد الأسواق من المزارع، فضلاً عن أهمية توفر العمالة الخاصة بالحصاد، باعتباره منتج يومي، وعملية الحصاد التي في الغالب ما تكون غزيرة، تحتم توفر أيد عاملة كثير في فترة قصيرة وقياسية.

وبحسب إبراهيم أبو حرشه، فإن للفل فوائد اقتصادية، كونه من النباتات الأساسية في منطقة جازان، وانتشاره خلال الفترة الأخيرة في جميع مناطق المملكة، يمنحه أهمية أكبر، ناهيك عن دور الزهرة في صناعة العطور على مستوى العالم، ودخولها في التركيبات الأساسية للعطور.

وحول الاستراتيجيات المستقبلية لتعزيز زراعة واستخدامات الفل، أكد أن الجهات ذات الاختصاص أولت الكثير من الاهتمام، حيث تمت إقامة العديد من الورش المتخصصة في المعاملات الزراعية لشجرة الفل، إلى جانب ورش في التسويق الزراعي لنبات الفل والنباتات العطرية الخاصة.

ويتابع بالقول، إن هناك استراتيجية لزيادة نسبة مساحة الأراضي الزراعية في المنطقة، وتعزيز توفير أسواق جديدة بدلاً عن الأسواق الشعبية القديمة، مؤكداً أن منطقة جازان حققت هذا العام 2023 الاكتفاء الذاتي من نبات الفل البلدي، بإنتاج بلغ 525 طناً تنتجه أكثر من 350 ألف شجرة فل، تضمها ما يقارب 950 مزرعة بالمنطقة، وبمبيعات سنوية تفوق الـ18 مليون ريال سنوياً.