المناضل في ثورة تحرير الجزائر من الاستعمار الفرنسي، والوزير في أول حكومة بعد الاستقلال والدبلوماسي المحنك، وأطول رؤساء الجزائر عمرا في الحكم حتى الآن.

محطات بارزة في تاريخ بوتفليقة أو عبد القادر المالي كما كان يلقب إبان ثورة التحرير التي التحق بها عام 1956، بعدما أنهى دراسته الثانوية وهو في التاسعة عشر من عمره.

بعد الاستقلال عام 1962 كان لبوتفليقة دور لا يقل عن دوره قبله، حيث عين وزيرا للشباب والسياحة في أول حكومة جزائرية وهو في الخامسة والعشرين من عمره، ليكلف بعد عام واحد بحقيبة الخارجية، التي صنع من خلالها اسم الجزائر في المحافل الدولية طيلة عقد من الزمن بحسب مراقبين، خاصة في الفترة التي ترأس فيها الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1974.

وبعد هذه السنوات السمان جاءت أخرى عجاف، بدأت مع وفاة الرئيس الأسبق هواري بومدين عام 1978، حينها ألقى بوتفليقة كلمة وداع في الفقيد بحكم العلاقة الوطيدة التي كانت تربطه به. بوتفليقة ألقى كلمة الوداع على بومدين وودع معها الحياة السياسية بعدما أفل نجمه، بعدما صار في عين الإعصار الذي عصف برجال بومدين، حيث أرغم على الابتعاد عن الجزائر.

عاد بوتفليقة إلى الجزائر عام 1987، سنوات قليلة قبل أن تدخل في دوامة العنف والإرهاب، واقترح عليه منصب وزير مستشار لدى المجلس الأعلى للدولة الذي حكم البلاد بين سنتي 1992 و1994، ثم منصب ممثل دائم للجزائر بالأمم المتحدة، لكنه قابل الاقتراحين بالرفض، كما رفض سنة 1994 منصب رئيس الدولة في إطار آليات المرحلة الانتقالية.

عام 1998 عاد بوتفليقة إلى الساحة السياسية من بابها الواسع وترشح لانتخابات الرئاسة عام 1999وقدم على أنه الوحيد القادر على الخروج بالجزائر من النفق المظلم الذي دخلته. فاز في الانتخابات التي حاطها كيل من الاتهامات للجيش بترتيب نتائجها، وأصبح سابع رئيس للجزائر.

أكمل ولايته الرئاسية الأولى سنة 2004 وواصل الثانية على أن تكون الأخيرة، لكن تعديلا أجراه على الدستور عام 2008 وصادق عليه البرلمان، سمح له بالترشح لولاية ثالثة عام 2009 والفوز بها، وولاية رابعة استمرت حتى اليوم ليكون أطول رؤساء الجزائر عمرا في الحكم.