بث التلفزيون الجزائري مقطعا مصورا للحظات تسليم الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة خطاب استقالته إلى رئيس المجلس الدستوري في البلاد الطيب بلعيز، وأظهرت اللقطات بوتفليقة باللباس الجزائري التقليدي، وذلك بحضور رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح، الذي سيتولى شؤون البلاد لمدة 90 يوما إلى حين إجراء انتخابات، بحسب الدستور.
وكان بوتفليقة (82 عاما) أعلن في وقت سابق من مساء الثلاثاء استقالته من رئاسة البلاد قبيل انتهاء عهدته الرئاسية الرابعة، وأبلغ رسميا رئيس المجلس الدستوري قرار إنهاء عهدته اعتبارا من تاريخ 2 أبريل 2019.
وقال بوتفليقة في رسالته:
"دولة رئيس المجلس الدستوري، يشرفني ان أنهي رسميا الى علمكم أنني قررت انهاء عهدتي بصفتي رئيس للجمهورية، وذلك اعتبارا من تاريخ اليوم، الثلاثاء 26 رجب 1440 هجري الموافق ل2 ابريل 2019.. إن قصدي من اتخاذي هذا القرار إيمانا واحتسابا، هو الاسهام في تهدئة نفوس مواطني وعقولهم لكي يتأتى لهم الانتقال جماعيا بالجزائر الى المستقبل الافضل الذي يطمحون إليه طموحا مشروعا".
وتابع قائلا، وفقا لما نقلته وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية: "لقد اقدمت على هذا القرار، حرصا مني على تفادي ودرء المهاترات اللفظية التي تشوب، ويا للأسف، الوضع الراهن، واجتناب ان تتحول الى انزلاقات وخيمة المغبة على ضمان حماية الاشخاص والممتلكات، الذي يظل من الاختصاصات الجوهرية للدولة.. إن قراري هذا يأتي تعبيرا عن ايماني بجزائر عزيزة كريمة تتبوأ منزلتها وتضطلع بكل مسؤولياتها في حظيرة الأمم".
وأضاف: "لقد اتخذت، في هذا المنظور، الإجراءات المواتية، عملا بصلاحياتي الدستورية، وفق ما تقتضيه ديمومة الدولة وسلامة سير مؤسساتها أثناء الفترة الانتقالية التي ستفضي إلى انتخاب الرئيس الجديد للجمهورية.. يشهد الله جل جلاله على ما صدر مني من مبادرات وأعمال وجهود وتضحيات بذلتها لكي أكون في مستوى الثقة التي حباني بها أبناء وطني وبناته، إذ سعيت ما وسعني السعي من أجل تعزيز دعائم الوحدة الوطنية واستقلال وطننا المفدى وتنميته، وتحقيق المصالحة فيما بيننا ومع هويتنا وتاريخنا".
وختم بوتفليقة رسالته قائلا: "أتمنى الخير، كل الخير، للشعب الجزائري الأبي".
وجاءت استقالة بوتفليقة بعد ساعات قليلة من تصريحات أطلقها رئيس أركان الجيش الجزائري، حذر فيها من تضييع الوقت، وشدد على ضرورة التطبيق الفوري للحل الدستوري وتفعيل المواد السابعة والثامنة و102.
يذكر أن مئات الآلاف من الجزائريين خرجوا في احتجاجات أسبوعية في أنحاء البلاد، لمطالبة بوتفليقة الذي لم يظهر علنا إلا نادرا منذ عانى جلطة في 2013، بترك منصبه.