سخّرت مرفت المسعود، وهي سعودية؛ حياتها، ووضعت عمل الخير بين عينيها، منذ أن حملت حقيبتها الدراسية، إلى أن أصبحت سيدةً لها كيانها الخاص؛ مثلها مثل كثير من السعوديات والسعوديين، ممن يجدون في العطاء وتسخير الوقت للآخر، مفتاحاً لأبواب المتعة، وهذا نابعٌ بكل الأحوال من الأخلاق السعودية الخالصة، المشهود لها بين القاصي والداني.
وواجهت المسعود التي درست تخصصاً له ارتباط بالطفولة، ويختص بـ"متلازمة داون"، بعضاً من التذبذب، والتردد، عقب أن احتوت على عديد من الأشخاص، ممن أصبحوا الآن رجالاً يشار لهم بالنجاح والتفوق.
لكن مرفت طرقت بعد أن رعت جموعا من الأطفال الذين يعانون من تلك المتلازمة، أبواب الفنون، التي تحولت مع الوقت، دون أن تعلم، ويعلمون، أنه مع الوقت، ستتحول تلك الفنون إلى مصدر دخل، وباب خير لهم ولها بطبيعة الحال.
تروي المسعود قصتها لـ"أخبار 24"، وتقول: "قصتي بدأت غريبة مع هؤلاء الأطفال. حتى أنني فكرت بتغيير تخصصي العلمي والتعليمي، وأختار دراسة أمر آخر. لكن هناك ما دفعني بداخلي للصبر، ومحاولة اكتشاف ما بداخلهم. وهذا ما تحقق بالفعل".
وقررت مرفت تعليمهم الفنون التشكيلية، وذلك حتماً رسم السرور بداخلها، ووجدت مع الوقت، أن هناك مواهب دفينة، بحاجة إلى الدعم والرعاية، وقد حدث ذلك، وتحول في نهاية الأمر لمصدر دخل للعديد منهم، وأسهم ذلك بتشكيل شخصياتهم الخاصة، الأمر الذي تعتبره المسعود من دواعي سرورها الكبرى.