العطاء، والاتجاه نحو مساعدة الآخرين، أمرٌ لا يتجزأ، ولا يُقسم. يأتي بشكلٍ كبير كما هو ذلك العمل بحجمه وثقله وعائده النفسي والمعنوي على المتلقي.
وهذا كما يتضح ما تسير عليه السعوديّةُ "مرفت المسعود"، التي حملت تدريب عدد من المصابين بـ"متلازمة داون"، على بعض ما تكتنزه أنفسهم، لتنمية مواهبهم، التي تسعى لأن تحولها إلى مصدر دخل، يكفل لهم حياةً كريمةً.
وليس ذلك فحسب، بل إن المسعود يبدو أنها تفكر خارج الصندوق، من خلال حديث لها مع "أخبار24"، أكدت فيه نيتها على إنشاء شركة خاصة، للمجموعة التي ترعاها من المصابين بالمتلازمة، يكونون شركاء فيها، وتعود الأموال لهم من منطلق توفير دخل مادي متوسط وبعيد المدى.
تقول مرفت التي أقل ما توصف به بأنها "سيدة العطاء"، خلال حديثها "الآن وصلوا لمرحلة أتصور أنهم قادرون بأن يكونوا مسؤولين عن هذه الشركة. وأيضاً أي شخص لديه موهبة لن نمانع دخوله تحت هذه المظلة".
وتجاوزت المسعود فكرة القيام بمعرض فني تعرض عبره لوحاتهم الفنية لتعود عوائدها المالية لهم، إلى النظر لأبعد من ذلك، من خلال التفكير بامتلاك كل فرد منهم علامةً تجارية خاصةً به، فيما لم تُخفِ بعضاً من أمانيها، بأن ترى فنون هؤلاء الشباب في معارض سعودية ودولية، مشيرةً في هذا الصدد إلى الدعم الذي قدمته الجمعية السعودية للفنون التشكيلية، التي منحت كل فرد يعاني من متلازمة داون، عضوية فنان تشكيلي.
إن التمعن في حياة الأشخاص، ذوي العطاء اللامحدود، يمنح الفردَ بعضاً من الفرح والسرور، الذي يبعث في النفس شيئاً من الاطمئنان، بأن الأرض لا تزال تملك مَن يُشكّل بقعة الضوء؛ في الأنفاق، حتى إنْ كانت مظلمة.