عَبْر عشرات المشاريع التي يشهد عليها القاصي والداني والتي تتكلف مليارات الدولارات، تصل المملكة دائما في الموعد فيما يتعلق بالاستجابة الإنسانية وخاصة الغذائية التي كانت -ولا تزال- ذات أثر بارز في تخفيف المعاناة من الجوع وسوء التغذية بمختلف دول العالم التي تعيش تلك المعاناة.
ومع الاحتفال باليوم العالمي للغذاء الذي يوافق 16 أكتوبر من كل عام، تطرح المشروعات الإنسانية الغذائية التي نفذتها وتنفذها المملكة هنا وهناك، نفسها على الساحة دائما، ولمَ لا؟ وهي التي تساهم بشكل بارز وفعال في الحد من حدوث مجاعة أو تدهور في الحالة الغذائية في العديد من دول العالم.
ويحتفل العالم في 16 من أكتوبر من كل عام باليوم العالمي للغذاء، الذي اختارته منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "الفاو" ليوافق تاريخ التأسيس الرسمي للمنظمة العالمية في اليوم نفسه من عام 1945، وهو احتفال، بحسب المنظمة، يُعتبر فرصة لتأكيد الالتزام بالوصول لمستوى صفر من الجوع بالعالم بحلول 2030، وهي الخطة المعروفة بـ"SDG 2".
ويأتي الاحتفال هذا العام في ظل ما تشهده العديد من دول العالم من انخفاض بمعدلات الأمن الغذائي وسوء في التغذية، بسبب كوارث مختلفة، من أهمها تعرض بعض الدولي للجفاف والكوارث الطبيعية الأخرى التي تؤدي إلى خفض إنتاج الغذاء في العديد من الدول، كما أن الصراعات العسكرية هي من أهم الأسباب في نزوح كثير من السكان وتعرضهم إلى الجوع وسوء التغذية.
كما يأتي أيضا وسط استمرار وتنامي المساعدات والمشاريع الغذائية التي تقدمها وتنفذها المملكة بالعديد من دول العالم، حيث إنها تعد من الدول السبَّاقة في سرعة الاستجابة ومد يد العون للشعوب في جميع أنحاء العالم، الأمر الذي جعلها من أكثر الدول المانحة على مستوى العالم.
وتنوعت وامتدت المشاريع الغذائية للمملكة من الصومال وجنوب السودان، إلى أفغانستان وسوريا وما تشهده من أزمة نزوح ولجوء جراء الأحداث هناك ثم الزلزال الذي تعرضت له مناطقها الشمالية وكذلك بعض المناطق التركية.
كما تستمر المملكة في تقديم مساعدات للشعب اليمني في قطاع الأمن الغذائي من خلال دعم المنظمات الأممية عن طريق دعم خطط الاستجابة الإنسانية، حيث بلغ دعم المملكة لليمن منذ بداية الأزمة وحتى عام 2021 أكثر من 17 مليار دولار، بحسب ما أعلنه قبل عامين المندوب الدائم السابق للمملكة لدى الأمم المتحدة السفير عبدالله المُعلمي.
وهذا العام، تشارك المملكة منظومة دول العالم في الاحتفاء باليوم العالمي للغذاء، إذ تقام العديد من الاحتفالات والأنشطة والفعاليات في هذا اليوم، لزيادة الوعي بقيمة الطعام في الحياة، إلى جنب السعي لمنع المخاطر التي تنتقل عن طريق الأغذية وكشفها وإدارتها، وتحسين صحة الإنسان، والعمل على تحويل النظم الغذائية لتقديم صحة أفضل بطريقة مستدامة للوقاية من معظم الأمراض المنقولة بالغذاء.
من جانبها، كثفت الهيئة العامة للغذاء والدواء مجهوداتها في هذا اليوم الذي هو موضع اهتمام العديد من المنظمات المعنية بالأمن الغذائي، وتُعَـدّ من أكثر الأيام العالمية تفاعلاً ونشاطًا، مقارنة بمجمل فعاليات الأمم المتحدة؛ باعتبار الغذاء جوهر الحياة والأساس الذي تقوم عليه ثقافة المجتمع.
وتسهم الهيئة العامة للغذاء والدواء في حماية المجتمع عبر وضع تشريعات تغذوية تسهّل من اختيار القرار المناسب فيما يخص خيارات المستهلك الغذائية، إضافة إلى امتلاكها منظومة رقابية فعّالة تضمن سلامة الغذاء، وتمكّن المستهلك من اختيار منتجات أكثر صحية عَبْر تقديم معلومات توعوية غذائية تستند إلى أُسُس علمية، ومن أبرزها مواضيع تتعلق بالدهون المتحولة، والسكر، والحد من الهدر الغذائي.
وتُعَـدّ الأغذية غير الآمنة سبباً للعديد من الأمراض، وتُسهِم في ظروف صحية سيئة أخرى، مثل: ضعف النمو والتنمية، ونقص المغذيات الدقيقة، والأمراض غير المعدية أو المعدية، والأمراض العقلية؛ حيث يُصاب على الصعيد العالمي، واحد من كل عشرة أشخاص بالأمراض المنقولة عن طريق الأغذية سنويًّا، وهو ما يتم تسليط الضوء عليه في مثل هذا اليوم.
وفي هذا اليوم أيضا، يتم التحذير من خطورة هدر الغذاء، إذا تشير "الفاو" إلى أن هدر الغذاء موجود في الكثير من البلدان المتقدمة، وأن ثلث الأغذية المنتجة عالمياً تفسد أو تضيع بشكل أو بآخر ولا يتم استخدامها.