يتعايش الجميع مع المواقف اليومية، ولا يستطيع الكثير تلاشي الوقوع في قوقعة من الظلمة والخوف تحت مسمى "الفوبيا"، الناتجة عن صدمات أو ردة فعل عكسية تظهر مشاعر سلبية في الدماغ، تعمل على إرسال إشارات خوف عند تكرار الموقف نفسه مرة أخرى.
ويعد مرض "الفوبيا" نوعاً من أنواع الـ"رهاب"، الذي يرتبط بجسم معين أو بحالة معينة؛ إذ يعاني البعض في عدم تحديد ماهية الفوبيا التي يعيشها، إلا بعد مرور زمن من معايشتها، وهو تخوف مرضي يجب معالجته في حال اكتشافه لتفادي نوبات الهلع.
وفي هذا الصدد، تؤكد إحدى السيدات ممن يعانين هذا الأمر لـ"أخبار24"، أن الفوبيا الخاصة بها، ترتبط بالبحر؛ إذ تشعر بالخوف من المجهول، بينما تراودها أفكار على عدم السيطرة في حال الموقف عند ظهوره.
وتقول: "لا أستطيع رؤية حيوان "الوزغ". أشعر بدوخة وإغماء مفاجئ حينما أراه. لا أعتقد أن هناك علاجاً لهذه الحالة التي تنشأ بمجرد النظر لهذا النوع من الحيوانات".
وفي مقابل ذلك، تعتبر الدكتورة عبير علي؛ وهي اختصاصية نفسية خلال حديث مع "أخبار24"، أن الفوبيا من أنواع القلق، وهو اضطراب نفسي، نابع من مخاوف ناتجة عن قلق أو صدمة، تنتج نظير طريقة معينة في تفكير وتحليل الأمور بطريقة غير سليمة بالشكل الكامل، وهذا ما يسبب ما يعرف بـ"الفوبيا".
وترى أن علاج هذه الحالة، يقوم على وعي الشخص الذي يمتلك المشكلة، وانفتاحه على تقبل العلاج؛ لأن البعض يدرك اضطرابه النفسي، ويملك القناعة التامة بالتعايش معها.
وتنصح الدكتورة عبير باستخدام استراتيجية التنفس، والسيطرة على نوبات الهلع تدريجيًا، وتسمى هذه العملية، تمرين "التنفس والاستقطاع"، أما في حال أصبح الاضطراب النفسي مؤثراً على سير الحياة اليومية، فهنا يجب معالجتها بشكل مباشر، من خلال زيارة أخصائي نفسي، يشخص الحالة، ويتخذ قرار كيفية العلاج.