علّق وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان، الجرس للفت انتباه العالم، للقيم والمبادئ السعودية، التي تحرّم قتل النفس "بغير حق"، في إشارة للأخلاق والفروسية السعودية الخالصة، التي لا تقبل المزايدة على أرواح البشر، أياً كانوا.
ولم يتوقف بن فرحان عند هذا الحد، بل أنه تجاوزه، من خلال إشارته لاجتماع منظمة التعاون الإسلامي، الذي دعت له المملكة، وهو ما يعكس تحّمل المملكة، لمسؤولياتها الأخلاقية، والسياسية، والإنسانية.
وقد اعتبر وزير الخارجية ذلك الإجتماع، بأنه بمثابة "رفع صوت لوقوف المجتمع الدولي، وتطبيق القانون وحماية المدنيين أياً كانوا"، في وقتٍ طالب فيه، بضرورة إيجاد حل يكفل إيقافاً فورياً لإطلاق النار في غزة.
ووصف وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان، حراك المملكة بالكبير على المستوى الدولي ومع الدول العربية لوقف التصعيد في غزة.
وكان وزير الخارجية قد أكد أن التطورات المؤلمة الأخيرة بغزة بينت أن تفادي ذلك يقتضي من المجتمع الدولي اتخاذ موقف مسؤول لحماية المدنيين الفلسطينيين، وضرورة الالتزام بالقانون الدولي والإنساني دون انتقائية أو ازدواجية في المعايير.
وبين "بن فرحان" أن فتح المعابر مطلب مهم لكافة الدول، كدول مجلس التعاون بالتأكيد، والدول العربية والإسلامية ويفترض أن يكون مطلبا لكل دول العالم أن يتم فورا فتح المعابر والسماح بوصول الإعانات والمواد الغذائية لشعب غزة، فالحصار القائم لا مبرر له، ومخالفة صريحة لقانون الإنساني الدولي ونعمل لحشد الضغط في هذا الاتجاه، كما أن دول الخليج أعلنت أمس مشتركة عن تقديم 100 مليون دولار من الإغاثة الفورية للشعب الفلسطيني وهي جاهزة لتحريكها متى ما كان إيصالها متاحاً.
وقال وزير الخارجية خلال مخاطبته (الأربعاء) بفاتحة الاجتماع الاستثنائي العاجل للجنة التنفيذية لمنظمة التعاون الإسلامي، أن المملكة حذرت مراراً من خطورة تفاقم الأوضاع وتداعياتها غير المحسوبة، والتي توسع من نطاق الأزمة.
وأضاف أن المملكة أعلنت رفضها القاطع للاعتداءات المتكررة والهجمات المتزايدة من قبل قوات الاحتلال العسكري، بالرغم من المناشدات المتكررة للوقف العسكري للأعمال العسكرية والتي يذهب ضحاياها الأطفال والنساء وكبار السن من المدنيين.
وشدد بن فرحان على أن قيمنا ومبادئنا التي يمليها علينا ديننا الإسلامي الحنيف تحرم قتل النفس بغير حق، وترويع الآمنين والتعرض للأطفال والمسنين.
وأكد على ضرورة السعي الجاد والمشترك لتخفيف الأوضاع الإنسانية المتردية، والحد من المعاناة في غزة عبر المطالبة بإجلاء المصابين وفتح ممرات إنسانية تسمح بوصول المساعدات والمعدات الطبية والأدوية للحيلولة دون حدوث كارثة إنسانية، والتركيز على الجهود نحو تهدئة الأوضاع واستعادة الاستقرار.
وأشار إلى أهمية التمسك بالسلام كخيار إستراتيجي للخروج من دوامة العنف والمعاناة، وموقف المملكة الداعم لإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، مطالباً المجتمع الدولي بالقيام بمسؤولياته في تطبيق قرارات الشرعية الدولية، وتهيئة الظروف لاستعادة مسار السلام بما يفضي للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ويفضي لسلام عادل ودائم.
وعبر عن أمله في أن يسهم الاجتماع في الخروج بموضوع مشترك للتعاطي مع هذه الأزمة، وإيجاد حل سلمي لها يخرج المنطقة من دوامة العنف، مبيناً أن المملكة ستواصل التنسيق مع أشقائها والمجتمع الدولي بما يلبي تطلعات قادة وشعوب الدول الإسلامية، ويكفل للشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة.
ويأتي الاجتماع بدعوة من المملكة رئيس القمة الإسلامية في دورتها الحالية، ورئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التعاون الإسلامي، بهدف تدارس التصعيد العسكري في غزة ومحيطها وتفاقم الأوضاع بما يهدد المدنيين وأمن واستقرار المنطقة.
من جهة أخرى التقى وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان، نظيره الإيراني حسين أمير عبداللهيان، وذلك على هامش الاجتماع الاستثنائي العاجل مفتوح العضوية للجنة التنفيذية لمنظمة التعاون الإسلامي.
وبحث الجانبان التصعيد العسكري الجاري حالياً في غزة ومحيطها، حيث أكد "بن فرحان" خلال اللقاء على أن المملكة تبذل الجهود الممكنة بالتواصل مع كافة الأطراف الدولية والإقليمية لوقف أعمال التصعيد الجاري.
وشدد على موقف المملكة الرافض لاستهداف المدنيين بأي شكل وإزهاق أرواح الأبرياء، وعلى ضرورة مراعاة مبادئ القانون الدولي الإنساني، مؤكداً على موقف المملكة الثابت تجاه مناصرة القضية الفلسطينية ودعم الجهود الرامية لتحقيق السلام الشامل والعادل الذي يكفل حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة.
وفي نفس السياق، بحث وزير الخارجية، مع الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، حسين طه، التصعيد العسكري وتطورات الأوضاع المستمرة حالياً في غزة ومحيطها، والجهود الدولية المبذولة لنزع فتيل التوتّر، وسبل حماية المدنيّين العزّل من العمليات العسكرية المتصاعدة خلال الفترة الماضية.
وأكد الأمير فيصل بن فرحان خلال اللقاء الذي على عُقد على هامش الاجتماع؛ أن المملكة تبذل الجهود الممكنة بالتواصل مع كافة الأطراف الدولية والإقليمية لوقف أعمال التصعيد الجاري.
كما بحث الأمير فيصل بن فرحان ووزير الخارجية والمغتربين في لبنان عبدالله بوحبيب، التصعيد العسكري وتطورات الأوضاع في غزة ومحيطها، والجهود الدولية المبذولة لنزع فتيل التوتّر، وسبل حماية المدنيّين العزّل من العمليات العسكرية المتصاعدة خلال الفترة الماضية.
**carousel[323124,323122,323123,323125,323156]**