عاصرت السيدة التسعينية نورة بنت جابر، كثيراً من الحروب التاريخية، كحرب جازان على سبيل المثال، ولا تزال عالقة في ذهنها، وتحتفظ بتفاصيلها الدقيقة، وصارت حديثاً تنقله للأبناء؛ لتبين عظمة هذا الكيان والوطن الكبير، وذلك ما خلق لديها، ذاكرةً أشبه بالحربية.

ولا تزال بنت جابر تتذكر استقبال الجيش السعودي والقوات الأخرى، في قريتهم الخاصة، بالمأكولات العسيرية الخاصة، كالسمن والبر، وهي الوجبات التي تقدم لكبار الضيوف وفق تقاليد المنطقة.

وقضت التسعينية نورة، سنوات حياتها بنظام غذائي صحي، مصدره حليب الأغنام، والبقر، وهو ما تراه قد مكنها من مواجهة مصاعب الحياة، وهذا ربما له ارتباط بشح الغذاء في تلك السنين، لكنه ذو فوائد كبيرة تعود على صحة الإنسان.

وتحدثت لـ"أخبار 24"، عن بعض تفاصيل حياتها، وتروي "احتضنت ولداً وبنتاً منذ الصغر، وكان زوجي يساعدني على تربيتهما، حتى توفي، وحملت على عاتقي الأبناء الذين تعلقت بهم، وبلغ بي الحال أنني أشعر بهم في حال أصابهم أي مكروه. كنت أحمل الفأس على كتفي، وأرعى الأغنام، وأذهب مع أولادي إلى المدارس. أذكر أنني حين عودتهم من المدرسة، أقوم بإدخال الأغنام في الحوش، حتى يكون كل وقتي لهم. ربيتهم 36 عاماً واشتريت لهم أرضاً من أموال الضمان الاجتماعي. لقد استثمرت بأبنائي وكانوا أهلاً لذلك".

ولدى بنت جابر، بعض من الطقوس الخاصة، التي لا تتردد عنها ولا تتخلف عنها، كالاحتفاء بأيام الوطن، والمناسبات الوطنية الأخرى، بطريقتها الخاصة.

وخلاصة هذا اللقاء مع هذه السيدة التي بلغت 93 عاماً من العمر، نتيجتان: الأولى: الوطن الذي ترعرع بداخلها، وأصبح أنشودةً على لسانٍ طاهر، والثانية: الكفاح ومواجهة الحياة، بمصاعبها ومتاعبها، بالحب والعطاء، وكثيراً من الصدق مع الذات.