نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، رأس ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، قمة دول مجلس التعاون، ورابطة الآسيان، التي شهدتها الرياض اليوم الجمعة.
ورحب ولي العهد باسم خادم الحرمين الشريفين بالقادة المشاركين في القمة، وقال "يسرني نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، أن نرحب بكم في المملكة، حيث نسعد بعقد القمة التي تأتي تكريساً لعلاقات الصداقة والتعاون، بين دول مجلس التعاون الخليجي العربية ودول رابطة آسيان، يهدف اجتماعنا اليوم إلى تنمية التعاون والشراكة بما يحقق مصالح الشعوب ويعزز فرص النماء ويرسخ الأمن والاستقرار".
وأكد ولي العهد، أن دول المجموعتين حققت إنجازاً مهماً في طريق التنمية الاقتصادية حيث يتجاوز الناتج المحلي للدول مجتمعة 7.8 تريليون دولار، فيما حققت دول مجلس التعاون الخليجي معدلات نمو اقتصادي زادت من نسب مساهمتها في الناتج المحلي العالمي، حيث نما اقتصادها بما تجاوز 7.3%، فيما نما اقتصاد دول الآسيان بنسبة 5.7% خلال عام 2022؛ وذلك ليدفعهم للعمل لاقتصاد أكثر ازدهاراً.
ولفت إلى أن العلاقات التجارية بين دول المجموعتين تزداد تطوراً ونمواً، حيث بلغ حجم التجارة مع دول الآسيان 8% من إجمالي التجارة بدول مجلس التعاون الخليج العربي عالمياً، بقيمة وصلت إلى 137 مليار دولار، فيما شكلت صادرات دول مجلس التعاون الخليجي إلى دول الآسيان نحو 9% من مجموع صادراتها، في حين بلغ حجم الواردات من دول آسيا نسبة 6% من مجمل واردات دول مجلس التعاون.
واعتبر أنه خلال العشرين عاماً الماضية مثلت استثمارات دول مجلس التعاون في دول آسيا نسبة 4% من مجموع الاستثمارات الأجنبية الموجهة لدول الآسيان بقيمة تصل إلى 75 مليار دولار، فيما شكل استثمار دول الآسيان نسبة 3.4% من مجموع الاستثمارات الأجنبية إلى دول مجلس التعاون الخليجي بقيمة 24.8 مليار دولار.
وأبدى ولي العهد تطلعه لتعزيز العلاقات الاقتصادية في ظل ما تمتلكه دول المجموعتين من موارد بشرية وفرص تجارية ومشاريع استثمارية واعدة، كما تطلع للاستفادة من الفرص المتاحة لفتح الآفاق الجديدة للتعاون في جميع المجالات، مشيداً بمستوى التنسيق والتعاون لدول مجلس التعاون الخليجي في المحافل الدولية، بما يؤكد حرصها على تعزيز العمل الدولي المشترك بما يحقق أهدافها وبما يلبي تطلعات شعوبها.
وثمّن إعلان دول الآسيان دعم ترشيح المملكة لاستضافة معرض إكسبو 2030 في مدينة الرياض، مضيفاً أن خطة العمل المشترك بين خطة التعاون الخليجي ودول الآسيان مدة عام 2024 - 2028 تأتي لرسم خطة طريق واضحة لما يسعون إليه من تعزيز للتعاون والشراكة في مختلف المجالات بما يخدم مصالح المجموعتين.
وأكد استمرار المملكة على أن تكون مصدراً آمناً وموثوقاً للطاقة في مختلف مصادرها، وفي الحفاظ على الأسعار بأسواق الطاقة العالمية، كما تسعى بخطوات متسارعة لتحقيق متطلبات الاستدامة لتطوير تقنيات طاقة نظيفة منخفضة الكربون وسلاسل الإمداد البتروكيماويات.
وأشار إلى تطلع المملكة لتحقيق أقصى استفادة مشتركة من الموارد اللوجستية والتحتية وتعزيز التعاون في المجالات السياحية والأنشطة الثقافية، والتواصل بين شعوبها، وإقامة شراكات متنوعة بما يحقق الرؤى الطموح لمستقبل أفضل يسوده الازدهار والنماء، متطلعاً بأن تسهم هذه القمة في تحقيق نتائج ملموسة تعزز التعاون في مختلف المجالات بما يحقق الخير لشعوب مجلس التعاون الخليجي ودول الآسيان.
من جهة أخرى، عبّر ولي العهد عن الألم لما تشهده غزة من عنف متصاعد على المدنيين الأبرياء، مؤكداً رفض المملكة القاطع لاستهداف المدنيين بأي شكل من الأشكال، وتحت أي ذريعة، مشدداً على أهمية الالتزام بالقانون الدولي الإنساني، وضرورة وقف العمليات العسكرية ضد المدنيين والبنى التحتية التي تمس حياتهم اليومية.
وحث على تهيئة الظروف لعودة الاستقرار لتحقيق السلام الدائم الذي يكفل الوصول إلى حل عادل لإقامة دولة فلسطينية وفقاً لحدود 1967م بما يحقق الأمن والازدهار للجميع.
من جانبه، وصف رئيس رابطة دول آسيان رئيس إندونيسيا جوكو ويدو دو، دول الرابطة ودول مجلس التعاون الخليجي أنهما "قوتان عظيمتان"، سيواصلان النمو؛ إذ إن الناتج المحلي لهما يصل إلى أكثر من 5 تريليونات دولار وسكاننا أكثر من 700 مليون نسمة.
وقال في كلمته بافتتاح: "قمة الرياض بين مجلس التعاون لدول الخليج العربية ودول رابطة آسيان"، إن هناك حاجة لتعظيم الاستفادة من إمكاناتنا الاقتصادية من خلال الاستثمار في التجارة المتوازنة والعادلة ويشمل ذلك إنشاء الإطار الاقتصادي لدول الآسيان ودول مجلس التعاون الخليجي من خلال شهادات الحلال وتطوير السياحة الحلال، وفي قطاع الغذاء والأمن الغذائي وتقنيات الغذاء وكذلك المواءمة فيما يتعلق بمعايير السلامة الغذائية.
ودعا إلى ضرورة تعزيز المرونة في قطاع الطاقة من خلال الشراكات المفيدة والمستدامة من أجل تسريع النمو في مجال الطاقة، وكذلك يجب أن نشدد على التزام دول الآسيان بتحسين وتعزيز الحماية للعمالة المهاجرة.
من جهة أخرى، أجرى ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، لقاءات مع عدد من قادة الدول على هامش انعقاد القمة الخليجية مع دول رابطة الآسيان.
وشملت لقاءات ولي العهد، كلاً من رئيس وزراء تايلاند، ورئيس جمهورية الفلبين، ورئيس وزراء فيتنام، ورئيس وزراء مملكة كمبوديا، وسلطان بروناي دار السلام.
وكان ولي العهد، رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان قد استقبل قادة الدول المشاركين في "قمة الرياض بين مجلس التعاون لدول الخليج العربية ودول رابطة آسيان"، لدى وصولهم مقر انعقاد القمة.
وتُعَدّ "قمة الرياض" الأولى من نوعها على مستوى قادة الدول؛ انعكاسًا لانفتاح دول الخليج وعلى رأسها المملكة على الشراكات مع التكتلات الفاعلة في المجتمع الدولي؛ بهدف تعزيز مكانة دول مجلس التعاون عالمياً.
**carousel[323817,323791,323730,323795,323729,323710,323709,323796,323793,323834,323829,323836,323827,323828,323825,323831,323835,323833,323826,323837,323822,323823,323832,323830,323824,323840,323839,323841,323838]**