تحمل بدايات زراعة الزيتون بمنطقة تبوك، قصصاً وخفايا منذ سنوات طويلة ماضية، وعايشها ابن المنطقة من جبال اللوز شمالاً وصولاً لمدينة تبوك ومنها انتشرت إلى باقي محافظات ومدن المنطقة، حتى باتت مدينة تبوك، تنتج ما يربو عن 65 ألف طن من الزيتون سنوياً، و8450 طناً من زيت الزيتون، وذلك من خلال أكثر من مليون و300 ألف شجرة زيتون.

ويتداول المزارعون بجبال اللوز قصص البدايات التي عايشوها في زراعة الزيتون، ومدى الصعوبات التي تكتنف عملهم في إنتاجه، لا سيما في ظل ندرة الآبار وشح مياه الأمطار.

ويحكي المزارع ناصر العطوي أحد منتجي الزيتون بجبال اللوز عن بداياته قائلاً: "لقد بدأت زراعة أشجار الزيتون وإنتاج الزيت منها قبل أكثر من 35 عامًا، وقد كنا نعاني كمزارعين حينها ندرة المياه وغياب الكهرباء والوسائل الحديثة للري، وواجهنا تحديات وصعوبات كبيرة، تكمن في حفر الآبار اليدوية والاستعانة بالصهاريج والأشرعة لزراعة الزيتون وسقيه، وكنّا نعتمد على الموارد المحلية والتقنيات التقليدية، وهي طرق تتطلب الجهد البشري الكبير والوقت الكثير".

وأضاف: "في ظل ما أولته الحكومة من اهتمام للزراعة والمزارعين، استطعنا تحقيق الوفرة والجودة في المنتج، وتحسين كفاءة استخدام المياه، وتوفير الوقت والجهد على العاملين في الزراعة".

وبيَّن أن مزرعته الخاصة تضم أكثر من 13 ألف شجرة زيتون من مختلف الأنواع، إلى جانب العديد من المحاصيل الزراعية الأخرى مثل: العنب، والتين، واللوزيات، إضافة إلى الليمون، والبرتقال، مشيدًا بدور فرع وزارة البيئة والزراعة والمياه بالمنطقة المحفز للمزارعين على الرقي بالزراعة من خلال استخدام أحدث التقنيات المتطورة وتقديم الاستشارات لهم من قبل المختصين، للحصول على أفضل إنتاج، إلى جانب تنظيم مختلف المهرجانات الموسمية للمحاصيل الزراعية بمختلف مدن ومحافظات ومراكز المنطقة بالتزامن مع موسم الحصاد لكل منتج، ومنها مهرجان الزيتون الذي يعد نافذة تسويقية تسهل على المزارعين بيع منتجاتهم من الزيتون ومشتقاته، كغيره من الفعاليات التي تقام تباعاً بالمنطقة.

وتحدث غرمان بن علي العمري، مالك إحدى معاصر الزيتون بمنطقة تبوك، عن بدء المعاصر في استقبال محاصيل المزارعين قائلاً: "إن المزارعين في هذه الفترة يفدون إلى المعاصر لاستخلاص زيت الزيتون من محصولهم، حيث تتدرج مراحل العصر إلى ثلاث معاصر، الأولى تكون بعصر حبات الزيتون والتي لا تزال خضراء وتسمى "القطفة الأولى"، ثم عصر القطفة الثانية والتي يكون فيها لون حبة الزيتون مائلاً إلى اللون الأغمق، وإلى العصرة الثالثة التي يكون لون الزيتون فيها مائلاً إلى الأسود، ولكل مرحلة خواصها، ومنها إلى 8 مراحل أخرى يبدأ فيها تنظيف وإزالة الأوراق من على ثمار الزيتون والتي علقت بها أثناء عمليات الحصاد، وتكون الإزالة إما يدوياً أو عن طريق آلة الشفط التي تتوفر بالمعاصر الحديثة، يلي ذلك عملية غسل الثمار بغرض إزالة الشوائب، ومن ثم عملية طحن الثمار بغرض تكوين عجينة يستخلص منها الزيت، وفي المرحلة الثالثة عملية العجن وبها يتم تحريك الخليط المطحون لفصل الزيت واستخلاصه من الخليط، ومنها إلى العصر في المرحلة الرابعة التي يتم فيها فرز المواد الصلبة عن السوائل".

وأضاف: "في المرحلة الخامسة يتم فرز وفصل الزيت عن الماء المختلط به، يليها المرحلة السادسة والتي يطلق عليها الفرز وتتلخص في تعبئة الزيت وتخزينه في خزانات غير قابلة للصدأ لمدة تصل إلى أربعة أيام، وفي المرحلة السابعة تتم عملية الفلترة، وفيها يتم تصفية وتنقية الزيت بغرض التأكد من خلوه من أي رواسب أو مواد صلبة صغيرة عالقة ولضمان إكساب الزيت المظهر النقي الشفاف، ومن ثم تعبئته وتغليفه كمرحلة ثامنة وأخيرة".

وأشار العمري إلى أن زيت الزيتون يعتبر معصوراً على البارد عندما لا تزيد درجة حرارته أثناء عملية الاستخلاص عن 27 درجة مئوية، حيث يتم الاحتفاظ بدرجات الحرارة منخفضة للحفاظ على الرائحة والنكهة الطبيعية للزيتون والحفاظ على القيمة الغذائية للمنتج النهائي، مبيناً بأن كل 100 كيلو من الزيتون تنتج ما بين 10 إلى 20 كيلو من زيت الزيتون، مع الأخذ بعين الاعتبار عدداً من العوامل ومنها نوع الأشجار وحالتها والتربة والماء في حالة هطول الأمطار.

**carousel[324721,324718,324711,324712,324713,324714,324715,324717,324716,324719,324720]**