وصل ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز إلى مقر أعمال "مبادرة مستقبل الاستثمار"، في مركز الملك عبدالعزيز للمؤتمرات بالرياض، المنعقد تحت عنوان "البوصلة الجديدة"، بمشاركة ما يقارب 6000 مشارك من أكثر من 90 دولة، و500 متحدث من قطاعات مختلفة من داخل وخارج المملكة، وتستمر على مدى ثلاثة أيام.
وشهد ولي العهد خلال المبادرة كلمة رئيس كوريا الجنوبية، يون سوك يول، الذي أكد أن بلاده هي شريك موثوق للتعاون والاستثمار الاقتصادي، وأن المملكة كانت أول الدول التي وثقت بإمكانات كوريا.
وقال إن السعودية وغيرها من دول الشرق الأوسط أوكلت إلى كوريا المزيد من أعمال الإنشاءات، وكانت هذه نقطة البداية للمعجزات التي قمنا بها في دول أخرى لم يكن بها تقنيات أو موارد طبيعية، وحتى الآن عندما نرى الغموض بسبب التوترات الجيوسياسية، فإن دول الشرق الأوسط تواصل في استمرار موثوقيتها بكوريا.
وأضاف أنه بفضل زيارة ولي العهد رئيس الوزراء الأمير محمد بن سلمان السنة الماضية إلى كوريا، فإن المملكة أعلنت التعاون الاقتصادي بقيمة 29 مليار دولار في مجالات الطاقة والدفاع والبنى التحتية، لافتاً إلى الكثير من الإمكانات والتقدم الذي نجحت فيه بلاده إذ إن 20% أو أكثر من أشباه الموصلات تصنعها شركات كورية، كما أن بلاده أصبحت أحد أكبر 7 محطات طاقة عالمية نجحت في إطلاق صواريخ الفضاء والأقمار في المدارات الفضائية.
وعقب ذلك ألتقى ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، رئيس جمهورية كينيا وليام روتو على هامش انعقاد منتدى مبادرة مستقبل الاستثمار.
وكان محافظ صندوق الاستثمارات العامة، ياسر الرميان، قد أكدفي كلمته بانطلاق مبادرة مستقبل الاستثمار أن الصندوق يركز على 13 قطاعاً لتحقيق الاستمرار في التطوير والتعددية بالاقتصاد، حيث أوجد 90 شركة جديدة، وهناك أكثر من 560 ألف وظيفة تم توفيرها بفضل ذلك.
وأضاف، أن المبادرة تجمع كل المهتمين بتشكيل المستقبل بناءً على البيانات ووجهات النظر، مشدداً على أهمية السعي لتحفيز مستقبل الاستثمار وخلق نظام عالمي مستدام.
وأشار إلى أن الاقتصادات العالمية تسير بوتيرة هي الأسرع منذ ثمانينيات القرن الماضي؛ إذ تشهد تغييرات لم نشهدها من قبل، والشركات والحكومات باتت لا يمكنها تحمل نفس المصاريف التي تحملتها في الماضي ولذلك لابد أن نضع الأولويات.
وأوضح أن العالم شهد تغيرات تقنية هائلة في فترة وجيزة، وأحد أهم هذه التغيرات هو الذكاء الاصطناعي الذي يمثل دوراً هاماً في تطوير القطاعات الاقتصادية والمالية، وقد يزيد الناتج الإجمالي العالمي بنسبة 14% وإذا استخدم في الخير فإنه له القدرة على إيجاد مجتمعات أكثر شمولية ويحملنا لأفضل نموذج مستدام للتنمية.
وتابع الرميان أن أكثر من 70% من الشركات العالمية ستتأقلم مع نوع واحد على الأقل من تقنية الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2030، لافتاً إلى أن الذكاء الاصطناعي يلعب دوراً متزايداً في تشكيل وتطوير القطاعات الصناعية والمالية، وكذلك في حياتنا اليومية.
واستدرك أنه مع تنامي الذكاء الاصطناعي يزداد استهلاكنا للطاقة، فالقدرات المحوسبة التي نحتاجها لتعلم الذكاء الاصطناعي ضخمة، ولنا أن نعلم أن الاستهلاك اليومي للطاقة لدعم برنامج شات يقدر بـ564 ميجاوات في الساعة، وبالتالي فإنه لابد من النظر لفائدة الذكاء الاصطناعي التوليدي ولابد من الاستفادة من بصمتها الكربونية، وتحقيق ودعمالتحول في الطاقة عبر مشاريع مثل التي تقوم بها أرامكو، ونحن نقوم بتقديم التقارير المختلفة حول الانبعاثات من أكثر من 100 حقل بترول و40 مصنع تكرير و7 آلاف مصدر للطاقة في جميع أنحاء العالم.
وقال إنه لدعم التحول في الطاقة لابد من النظر في تطوير الأنواع الجديدة من الوقود وهو ما تركز عليه أرامكو بما يقلل الانبعاثات في المحركات بأكثر من 70% من الوقود التقليدي، مشيراً إلى أن المملكة تقود هذا الحراك في إيجاد الحلول.
وأبان أن قوة اقتصاد المملكة تعني أننا متمركزون في وضع جيد للقيام بذلك، فالمملكة شهدت 8.7% تنامياً في الناتج الإجمالي المحلي في عام 2022 وهو الأعلى بين دول مجموعة العشرين؛ ولذلك لابد أن نستمر في تطوير الصناعات الحيوية مثل الصحة والسياحة والطاقة المتجددة، وهذا التسارع للتنمية وزيادة الإنتاجية أمر يدعو للتفاؤل.
وأكد الرميان أن الواقع يعكس أهمية موضوع مبادرة مستقبل الاستثمار "البوصلة الجديدة"، منوهاً بالتفاعلية لتطوير استراتيجية جديدة لفهم أكبر التحديات في هذا العصر، وكذلك المستقبل الذي يعتمد على أمل الإنسانية، مبينا أن النسخة السابقة لمبادرة مستقبل الاستثمار ركزت على احتياجات ومتطلبات الأفراد في مختلف التنوعات الديموغرافية، فيما تتحدث النسخة الحالية تتحدث عن مستقبل الاستثمار وأهم أولوياتنا.
**carousel[325132,325131,325102,325070,325087,325088,325089,325090,325091,325092,325130]**