يعاني أهالي حي الرياض شمالي محافظة جدة؛ من انتشار الإبل السائبة، في الأزقة والطرقات وشوارع الحي، وشكا العديد من مغبة خطرها، من ناحية تسببها بحوادث السيارات، مع النظر إلى ازدياد خطرها خلال الفترة المسائية، على سائقي المركبات، داخل الأحياء وعلى الطرق السريعة.
وبعد ورود تبليغ من الأهالي حول المشكلة، على تطبيق "واتساب أخبار 24"، حملت لواء الأمر، وجالت في الحي، الذي يعتبر من الأحياء الجديدة شمال شرق محافظة جدة، والتقت سكان الحي، الذين لم يخفوا قلقهم من خطر الإبل السائبة، ومطالبتهم للجهات ذات الاختصاص، للوقوف أمام هذا الملف، الخطر وذي الأهمية.
وأبدى أحد سكان الحي قلقه، بعد أن تعرض له أحد الجمال السائبة أثناء عودته من الجامعة في فترة الظهيرة، وكاد يصطدم به بعد ظهوره أمام سيارته في منتصف الطريق الدائري، بينما زود بعض سكان الحي، "أخبار24" ببعض المقاطع المصورة، التي تكشف مدى خطورة ما يصفونه بـ"شبح الطريق".
ويؤكد ماجد الجميلي، وهو أحد أهالي حي الرياض، أن السكان حاولوا التعرف على صاحب هذه الإبل، لكنهم لم يجدوا أي طريق يؤدي له، ما دفعهم للاعتقاد بأنها إبل سائبة وتشكل خطورة دائمة على مرتادي الطرق المؤدية للحي.
وفي ذات الشأن، أخذت "أخبار24" على عاتقها البحث في هذا الملف، إذ أجرت اتصالا هاتفيا مع مدير عام فرع البيئة والمياه والزراعة بمنطقة مكة المكرمة المهندس ماجد بن عبدالله الخليف، الذي أكد أن قطاع الثروة الحيوانية بوزارة البيئة والمياه والزراعة في تعاون مستمر معجميع الجهات ذات العلاقة،مثل إدارات المرور ومراكز الشرطة بالمنطقة، في حالة وقوع حوادث الإبل، للتعرف على ملاكها، وذلك من خلال الكشف على الرقم الإلكتروني المزروع في الإبل.
وبيّن الخليف أن من أعمال مكاتب وزارة البيئة والمياه والزراعة بمحافظات منطقة مكة المكرمة، مشاركة الجهات المعنية في متابعة الإبل السائبة على الطرق السريعة، ومعرفة صاحبها عبر جهاز قراءة الشريحة لمعرفة مالكها، ليتسنى عقب ذلك تطبيق اللوائح والأنظمة بحقه.
ولم تفت الخليف، فرصة التذكير بحملات نفذتها الوزارة مع الأمانات، للحد من ظاهرة الإبل السائبة في المناطق السكنية والطرق العامة، والتي تشكل خطورة على مرتادي الطرق داخل الإطار العمراني، وذلك ضمن نطاق عمل البلديات، حيث تخصص فرق رقابية من داخل الأحياء والمخططات السكنية بصفة يومية؛ لرصد الإبل السائبة، وتكثيف أعمال الرقابة الميدانية؛ للحفاظ على الأرواح والممتلكات، وإبعاد كل ما يمكن أن يشكل خطراً على سلامة المواطنين والمقيمين.
وأكد أن قرار مجلس الوزراء رقم 296 وتاريخ 11-06-1439هـ يلزم "جميع ملاك الإبل، بوضع الشريحة الإلكترونية الخاصة بمشروع الترقيم والتسجيل الإلكتروني للحيوانات، لدى وزارة البيئة والمياه والزراعة وفقا للإجراءات المنظمة لذلك"، كما تضمن القرار تعاون الجهات الرسمية مثل وزارة الداخلية ووزارة النقل وإمارات المناطق والجهات الحكومية ذات العلاقة.
وطالبت الوزارة ملاك الإبل بالحرص على توثيق ملكيتهم للإبل، من خلال الوسائل المتاحة بموقع الوزارة، أو الحضور الشخصي لمقرات الجهات التابعة للفرع في المكاتب، أو الوحدات البيطرية لتعريفهم بعملية التسجيل.
ودعا الخليف جميع ملاك الإبل إلى الحرص على إبعاد إبلهم عن الطرق السريعة والالتزام بالتعليمات، التي تقرها الوزارة والجهات المنظمة كوزارة الداخلية ووزارة النقل، في سبيل الحفاظ على سلامة قائدي المركبات وحياة الإبل، وتجنب تعرضهم للعقوبات والمخالفات المقرة من قبل الجهات المنظمة، التي من أهمها القوانين، التي تعتمد عليها تلك المخالفات أو الغرامات أو العقوبات، والتي استند عليها قرار مجلس الوزراء «نظام حماية المرافق العامة، نظام الزراعة، نظام المراعي والغابات، نظام المرور».
وفي التفاصيل حول سؤال لـ"أخبار24"، أكد مدير إدارة الأسواق والمسالخ بفرع منطقة مكة المكرمة المهندس جمعان الزهراني، تكليف مراقبين ميدانيين من إدارة الأسواق والمسالخ بجدة، لمتابعة الإبل السائبة في حي الرياض بشمال المحافظة، واتضح وجود حظائر عشوائية داخل الإطار العمراني وغير مرخصة، وعمالة مخالفة (لا تدخل ضمن اختصاص أعمال وزارة البيئة والمياه والزراعة)، متوعداً بمخاطبة الجهات المختصة، لاتخاذ الإجراءات اللازمة وفق ما لديها من أنظمة وقوانين، للحد من هذه الظاهرة التي تعد مخالفة لنظام العمل، والتشوه البصري، بالإضافة إلى ما ينتج عنها من تلوث بيئي.
ويحذر المرور السعودي على الدوام، من أن الحيوانات السائبة تشكل خطرًا على مستخدمي الطرق، وتتسبب في خسائر بشرية ومادية، لذا على ملاكها مسؤولية إبعادها عن الطرق، وأن سماح أصحاب الحيوانات بعبور حيواناتهم من غير الأماكن المخصصة لها، أو دون التنسيق مع الجهات المختصة، يعد مخالفة مرورية غرامتها تبدأ من 5000 ريال إلى 10000 ريال.