استمع جموع حجاج بيت الله الحرام إلى خطبة عرفة، في مسجد نمرة، التي ألقاها الشيخ محمد بن حسن آل الشيخ، ثم أدوا صلاتي الظهر والعصر جمعاً وقصراً، اقتداء بسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
وكان الحجاج قد توافدوا إلى مسجد نمرة في مشعر عرفات منذ وقت مبكر، وامتلأت جنبات المسجد والساحات المحيطة به بضيوف الرحمن، يتقدمهم أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية الأمير خالد الفيصل، ومفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، ووزير الشئون الإسلامية الدكتور عبداللطيف آل الشيخ.
واستهل الشيخ محمد بن حسن آل الشيخ خطبة عرفة بحمد الله والثناء عليه على ما أفاء به من نعم ومنها الاجتماع العظيم على صعيد عرفات الطاهر، ودعا آل الشيخ المسلمين إلى تقوى الله؛ فإن في تقواه الفلاح في الآخرة والنجاح في الدنيا، مؤكداً أن من تقوى الله الالتزام بالتوحيد الذي هو أعظم ما أمر الله به، وهو عبادة الله وحده وعدم الشرك به.
وشدد على أن من رحمة الله بعباده أن أكمل دين الإسلام، كما قال سبحانه في الآية التي نزلت في عرفة: { اليوم أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا}، ومن رحمته أيضاً أن جعل الإيمان سبيلاً لاستجلاب رحمة الله وطريقًا للنجاة، وأرسل أنبياءه عليهم السلام إلى الناس ليكونوا رحمة للخلق أجمعين، وأنزل الكتب المشتملة على الشرائع المصلحة لأحوال الناس رحمة بهم.
وأكد أن رحمة المؤمنين بعضهم ببعض تستمر إلى قيام الساعة، لافتا إلى أن الرحمة تشمل جميع الخلق، فمن فضله سبحانه أن جعل من أسس العلاقات الاجتماعية الرحمة؛ رحمة الآباء والأبناء ورحمة بين الأزواج ورحمة بين القرابة، بل تستمر الرحمة حتى في التعامل مع البيئة والبهائم.
وحث خطيب عرفة على أن تكون الرحمة منطلقاً وأساساً في كل التعاملات البشرية، لما لذلك من الآثار الجميلة والعواقب الحميدة، فمنها تنشأ المحبة وبها ينتشر التسامح، وتسود الألفة، ويشيع التعاون، وللرحمة مجالات متعددة في حياتنا المعاصرة سواء في سن الأنظمة واللوائح أو استخدام وسائل المواصلات، أو الاستخدام الأمثل للتقنية أو وسائل الإعلام.