هذه الأيادي الطاهرة، أيادي الأمهات، لا تزال تحرص على الحِرَف التراثية والمهن الشعبية بمنطقة الحدود الشمالية، وربط هذا الجيل بتاريخ الآباء والأجداد، منها صناعة السدو، والمنسوجات، والملبوسات النسائية، ونحوها، ويسهم العمل فيها، في استدامتها وصونها من الاندثار، ونقلها للأبناء والأجيال، بينما يعد مصدرَ دخلٍ إضافي للأسر المنتجة.
وتمثل المرأة بمنطقة الحدود الشمالية دورًا بارزًا في المحافظة على هويتها الوطنية وموروثها، من العادات والتقاليد والحرف التقليدية، من خلال الاستفادة من برامج الدعم الخاصة بالأسر المنتجة، والمشاريع الصغيرة والمتوسطة، والمشاريع الريادية، حيث تعمل على رفع مستوى الإتقان والابتكار لدى الحرفيات، وتوفير فرص عمل جديدة، وإيجاد مصادر دخل إضافية للأسر المهتمة بالعمل الحرفي، في سبيل الحفاظ على الحرف التقليدية المرتبطة بتراث مناطق المملكة المختلفة.
وتقول أم سلطان، إحدى الحرفيات بالسوق الشعبي بعرعر، إنها حريصة على المشاركة في مختلف الأنشطة والفعاليات التي تنظمها الجهات الحكومية والأهلية، وذلك لعرض المنتجات التراثية والمشغولات اليدوية القديمة، والأكلات الشعبية وطريقة إعدادها، بغرض فتح آفاق جديدة لزيادة دخلها.
وأشارت إلى أن مشاركة الحرفيات المتنوعة تهدف إلى المحافظة على التراث، وغرس التراث وقيمته في نفوس الجميع والجيل الجديد، بأسلوب مختلف وترسيخ ملامح الهوية الوطنية لدى الأطفال، وتعريف الجيل الجديد بالماضي الجميل، واكتشاف جماليات الماضي.
وأوضحت مديرة التدريب ومركز تمكين المرأة بغرفة عرعر التجارية مشخص النويصر، أن المملكة أولت اهتماماً بالغاً بالأسر المنتجة والحرفيات، والشاغلات بالمنسوجات المرتبطة بعبق الماضي وحاضره في وقتنا الحالي، من خلال تمويل المشروعات المتوسطة والأعمال الريادية النسائية، مشيرةً إلى أن الغرفة نظمت العديد من اللقاءات والندوات وورش العمل، وبرامج التدريب الخاصة بكل مناسبة، إضافةً إلى الاستفادة مما تقدمه الغرفة لمنسوباتها من محتوى تقدمه الكوادر الوطنية ذات الخبرة.
**carousel[326300,326602,326301,326600,326601]**