عند الساعة العاشرة صباحا في يوم 11 سبتمبر من العام 2001، فوجئ موظفو وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون بطائرة تقتحم مكاتبهم داخل مقر الوزارة.
الطائرة المختطفة التي تتبع الخطوط الأميركية، والتي حملت الرحلة رقم 77، قطعت إلى شرائح بعد ارتطامها بثلاثة أعمدة نور في مرآب مقر البنتاغون قبل أن تصطدم وتنفجر بالدور الأول من المبنى.
وقد أسفر الهجوم الإرهابي عن مقتل 125 شخصا داخل البنتاغون، بالإضافة إلى 64 راكبا كانوا بداخلها، بما في ذلك الخمسة إرهابيين الذي نفذوا بعملية اختطاف الطائرة.
ورغم الخسائر البشرية التي مني بها البنتاغون ومناطق أخرى بالولايات المتحدة في هذا اليوم، فإن مهندسين قالوا إن عدد القتلى داخل البنتاغون ربما كان سيكون أكبر لولا التصميم الهندسي المتين لمبنى وزارة الدفاع الأميركية، بحسب تقرير موقع History.
وقد تم بناء البنتاغون في 1 سبتمبر من العام 1941 قبل أن تدخل الولايات المتحدة الحرب العالمية الثانية، لكن كان الرئيس الأميركي فرانكلين روزفيلت يحتاج إلى مقر جديد لإدارة العمليات العسكرية قريب من العاصمة.
وقد تم الانتهاء من البنتاغون في وقت قياسي، أي بعد 16 شهرا من انطلاق عملية البناء، وقد شارك في إنشائه نحو 15 ألف عامل بناء.
تسليح خرساني فائق
وبني البنتاغون بشكل شبه كامل من الخرسانة المسلحة، حيث يشتمل على 41 ألف دعامة خرسانية، ومنحدرات خرسانية بدلا من السلالم من أجل توصيل الطوابق الخمس التي يتكون منها المبنى.
ويعتبر البنتاغون الذي تم الانتهاء من بنائه في عام 1943، أكبر مبنى مكتبي منخفض الارتفاع في العالم، بمساحة 6.5 مليون قدم مربع، ويتضمن نحو 26 ألف موظف.
المهندس الأميركي الإنشائي، دونالد دوسنبيري، والذي شارك في تأليف تقرير تاريخي للجمعية الأميركية للمهندسين المدنيين بخصوص الأضرار التي لحقت بالبنتاغون في 11 سبتمبر، أن الجزء الذي وقع من الدور الأول للبنتاغون استغرق 30 دقيقة قبل أن يقع.
وأضاف التقرير الذي وضعه دوسنبيري وزملاؤه أن الطائرة قد دمرت نحو 26 عامود خرساني، بالإضافة إلى التسبب في أضرار جسيمة لنحو 15 عامود آخر، لكن ذلك لم يسفر عن سقوط جزء من الدور الأول على الفور. وقد سمحت الثلاثون دقيقة قبل سقوط هذ الجزء، للناجين بالمغادرة.
ولم يتوف أي موظف بالبنتاغون خلال السقوط الجزئي للطابق الثاني وحتى الخامس لاحقا.
التسليح الحلزوني
وكان يعمل نحو 800 شخص في يوم الهجوم بهذا القسم من البنتاغون، ولحسن الحظ فإن القسم كان قد خضع لتوه لعملية تجديد، ولم يتم إعادة الموظفين بأكملهم إلى مكاتبهم.
ولفت تقرير دوسنبيري إلى أن الطائرة لو كانت قد ضربت أي قسم آخر بالبنتاغون، ربما كان يوجد نحو 4،500 موظف معرض للخطر.
وخلص الفريق الهندسي في تقريره إلى أنه بسبب القرار الذي اتخذ قبل 60 عاما أثناء وضع تصميم مبنى البنتاغون، فإن الأضرار كانت قليلة في هذا اليوم.
وأعاد الفريق الفضل في المقام الأول إلى الأعمدة الخرسانية التي تحمل الطوابق والأسقف، بالإضافة إلى استخدام حديد التسليح الحلزوني.
وكشف الفريق عن أن التعزيزات الحلزونية كانت السبب في حماية الأعمدة، إذ ظل التسليح الحلزوني داخل الأعمدة سليما رغم انحنائه، بينما تقطعت الطبقات الخارجية من الخرسانة.