تبدو العلاقة بين "شريطية" السيارات والمستهلكين ليست على ما يرام، والثقة شبه غائبة بين الطرفين، إذ يتهم المستهلكون الشريطية بممارسة الغش والتضليل، بينما يرفض الشريطية تلك التهمة، ويؤكدون أن مراكز فحص السيارات أنهت الغش وجعلت المسؤولية كاملة على المستهلك، الذي يتنازل عن حقه في الفحص قبل الشراء.
"أخبار24" زارت معارض السيارات بحي القادسية شرق الرياض، والتقت كافة أطراف القضية، حيث عبر المستهلكون عن امتعاضهم من بعض ممارسات الشريطية، فيما دافع الشريطية عن أنفسهم مؤكدين أن هذه الممارسات فردية ولا يمكن تعميمها على الجميع إضافة إلى أن وجود مراكز فحص السيارات يمنع أي فرصة للغش ويضع المسؤولية على المستهلك.
وأبدى متعب الدوسري وهو "مالك سيارة" جاء إلى معارض القادسية من المنطقة الشرقية لبيع سيارته، استغرابه من تصرفات بعض الشريطية التي اعتبرها "وضع عيوب" ومحاولات لبخس السلعة بهدف تخفيض السعر، لافتا إلى أن بعض الشريطة يشيرون إلى وجود عيوب غير موجودة أو غير مؤثرة، ويسألون عن عدد من تملكوا السيارة، متسائلا عن تأثير ذلك على جودة السيارة.
كما انتقد الدوسري لجوء بعض الشريطية إلى "الحلف" في غير محله، وإطلاق الأيمان، من أجل إقناع الزبون والحصول على ربح ألفين أو ثلاثة ألاف ريال.
من جهته رد غازي العتيبي "مالك معرض سيارات" على انتقاد البعض للشريطية واتهامهم بممارسة أساليب يعتبرها البعض من الغش، وقال: "الشريطية بشر والبشر عامة خطاؤون فيهم من يصيب وفيهم من يخطئ، ولا يمكن أن يتم التعميم على الشريطية بأنهم يغشون ويكذبون، فهناك شريطية يتقون الله ويمارسون البيع والشراء بصدق، وهناك آخرون يمارسون الغش وذلك لا يقتصر على السيارات بل في جميع المجالات كالغذاء والعقار والمواشي وغيرها".
ونصح العتيبي من يرغب بشراء سيارة بالتركيز على جميع الجوانب المهمة في السيارة كـ"البدي" و"المحركات" بالإضافة إلى التركيز على "العداد" لمعرفة المسافة التي قطعتها السيارة، إذ يقوم البعض بالتلاعب بعداد السيارات
واشتكى العتيبي من انتقال معارض السيارات من حي النسيم إلى حي القادسية، عازياً ذلك إلى ارتفاع الإيجارات، وأن حركة البيع والشراء لم تعد كالسابق؛ رافضاً أن يكون للتطبيقات والمواقع الإلكترونية دور كبير في تراجع حركة البيع والشراء، ومرجعا السبب إلى ارتفاع أسعار السيارات وقلة الطلب بحسب رأيه.
أما عبدالهادي العجمي فقال:"سوق السيارات المستعملة متذبذب، ولا يوجد مرجعية لسوق السيارات المستعملة، وهناك تفاوت بأسعار السيارات بين معرض ومعرض، ونسمع عن أسعار السيارات المرتفعة وعندما نأتي للسوق للبيع لا نجد تلك الأسعار المتداولة، ومواقع التواصل أثرت على السوق".
ودافع العجمي عن الشريطية، مؤكدا أن الشريطي يشتري سيارة ويقوم بتجهيزها، وإجراء تحسينات عليها من أجل الحصول على الربح، وبعض الشريطية يخبر المشتري بعيوب السيارة ويترك له الخيار إما الشراء أو الامتناع.
أما بسالم العطوي الذي أتى من تبوك إلى معارض السيارات بالرياض لشراء سيارات، فقد أكد أن أسعار السيارات مرتفعة جدا على الرغم من وفرة المعروض، ورفض العطوي الاتهامات الموجهة للشريطية مؤكدا أن الشريطي يمكن شراء سلعته لأن لديه خبرة ويشتري السيارة النظيفة.
بدوره اشتكى فيصل القحطاني من ركود سوق السيارات المستعملة خلال الفترة الحالية، مبديا استغرابه من هذا الركود، الذي عزاه إلى لجوء البعض إلى التسويق من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، التي تعتبر أقل موثوقية وتستخدم لعمليات الاحتيال، مؤكدا أن السوق أضمن وأسرع في البيع والشراء.
ولفت القحطاني إلى أن الغش موجود في سوق السيارات ويعود إلى ذمة الشخص نفسه، مشددا على أن مراكز الفحص وجدت لمنع عمليات الغش، وأنه يجب على المشتري فحص السيارة والتأكد من سلامتها قبل إكمال إجراءات الشراء.
وكذلك اتفق حسن السالم مع القحطاني بخصوص انتفاء الغش بوجود مراكز الفحص، حيث شدد على انعدام تعرض المستهلك للغش بوجود مراكز فحص السيارات، حيث يمكن للمشتري فحص السيارة والتأكد من سلامتها مقابل مبلغ بسيط.
وأكد السالم أن الشريطي لديه خبرة ويختار السيارة الجيدة ويفحصها ويصلح أعطالها إن وجدت، ويحصل مقابل أتعابه على ربح بسيط.
وتطرق السالم إلى وجود اتفاقيات بين بعض وكلاء السيارات وملاك معارض السيارات التي وصفها بـ"المستودعات" لدى وكلاء السيارات، منبها أن بعض الوكلاء يضع السيارات الجديدة في المعارض لبيعها بأسعار أعلى ويعلن للمستهلكين عن عدم توفرها لديه.