في الوقت الذي تعاني فيه من تعطل السيارة وحاجتها للصيانة والإصلاح، وتتجه الأنظار صوب حي الجوهرة بمدينة جدة، يلحظ المرء انتشار العديد من العمالة على الطريق، ممن يمتهنون رفع الأيادي، كنايةً عن مناداة الزبون، بسعر زهيد، ليبدأ بعدها الكشف على المركبة والتفاوض على السعر، وتنطلق بعدها عملية الإصلاح.

ويؤكد عدد من المستفيدين وقوعهم في "مصيدة" العمالة غير المتخصصة، حيث تكبدوا خسائر فادحة سواء على مستوى السيارات أو على مستوى المبالغ المالية التي تزيد رويداً رويداً، أثناء العمل وبعد الاتفاق المالي المسبق.

"أخبار 24" خاضت التجربة، وتوجهت إلى تلك الورش، لرصد طريقة عمل صيانة السيارات، ورصد العاملين في الورش، ولاحظت وجود أحد السماسرة متربعاً تحت شجرة بارزة، يتلخص دوره في اصطياد الزبائن الراغبين في إصلاح سياراتهم، ويبدأ معهم المفاوضة على السعر، وتحليل مشاكل السيارة، ومن ثم يقوم بتسليمها للعمالة التي لا تتمتع بأدنى مقومات المهنة، حيث تظهر المشاكل الجديدة بعد الانتهاء من تنفيذ العمل واستلام السيارة.

في حين تعاني المنطقة الصناعية بحي الجوهرة من تردي حالة الشوارع وانتشار الحفر والمطبات، ما يجعلها مكاناً غير مريح للعمل، تنتشر العديد من الورش العشوائية والعمالة التي تفتقر لأبجديات المهنة، كما تضطر العديد من ورش السيارات إلى ترك السيارات المهملة في المحيط الخارجي بسبب عدم وجود مكان مناسب لوضعها، ما يزيد من انتشار السيارات المهملة وتراكم النفايات والقمامة في المنطقة.