استعرض سفير المملكة في الإمارات تركي الدخيل، مقتطفات من حوار كان قد أجراه مع الأمير بندر بن سلطان حينما كان سفيراً للمملكة في أمريكا، مسلطاً الضوء على الثقل وحجم التأثير الذي كان يتمتع به داخل الأوساط الأمريكية، والتي جعلت السعوديين - بحسب تعبير بعض وسائل الإعلام الأمريكية - يسيّرون السياسيين الأمريكيين ويتحكمون بهم.

جاء ذلك في مقال كتبه الدخيل في مجلة اليمامة قال فيه: "بعد أن شاهدت فيلم "فهرنهايت 9/11"، الذي بثه المخرج الأمريكي مايكل مور عن قيادة بندر بن سلطان وعلاقاته والمتشعبة في أروقة صناعة القرار بواشنطن، امتلأت بالفخر، فلو كان ربع ما زعمه صحيحاً، فهذا يقتضي أن نؤدي العرضة في شوارع واشنطن، فخراً بعمل بندر بن سلطان".

وتطرق الدخيل إلى مقابلته مع الأمير في مايو 2004 والتي أجراها بأعجوبة بحسب وصفه، بقوله: "قلت للسفير الذي لم يكن يغيب عن شاشات التلفزيون الأمريكية أسبوعاً آنذاك، بأن تعامله مع الإعلام الأمريكي، يساعدني على رفع سقف الأسئلة، رد، بقاعدة تنفع الصحافي والسياسي والدبلوماسي فقال: من حقك أن تسأل ما تشاء، ومن حقي أن أجيب بما أريد".

وأضاف: "سألته عن كتاب بوب وود ورد الذي صدر حينها وأثار ضجيجاً، عندما أكد أن فاعلية بندر في واشنطن جعلته يعرف بموعد إعلان الحرب الأميركية على العراق ٢٠٠٣ قبل الموعد، لا بل قبل وزير الخارجية الأميركي! أجاب: «لو لم يكن للرئيس الأميركي مصلحة في إبلاغي، ولم يكن لبلادي قيمة بالغة لديهم، لما أبلغوني»".

وتابع: "سألته عن ثلاث أو أربع معلومات في الكتاب السابق (خطة هجوم)، فأجابني عنها، ولما سألته: لمَ يختارك كاتب شهير ليتحدث عنك مراراً في كتاب يتحدث فيه عن غزو أمريكا للعراق؟! فأجاب بلطف وسخرية جميلة: «أخ تركي أحب أن أذكرك أن اسمي بندر بن سلطان، وليس بوب وود ورد. هذا سؤال يوجه له. ربما استنتج بحكم العلاقة الاستراتيجية القوية بين الرياض وواشنطن، أن لي علاقة بكل هذه الأمور»".

وزاد: "قلت له: الإعلام الأمريكي يتحدث عن علاقات عائلية ووثيقة بينكم والرئيس بوش، ويعتبرونك السلطة الخامسة في بلادهم، رد: العلاقات بيني والرئيس وعائلته علاقات صداقة مبنية على احترام متبادل، لكني لا أسميها عائلية، لم أناسبهم، ولم يناسبوني! قلت: أنا استخدم نص مصطلح الصحافة هناك! قال: وأنا أرد على الصحافة الأميركية عن طريقك!".