استبشرت الجماهير الأهلاوية خيرًا، بعودة صانع الأفراح والسعادة المدرب المخضرم السويسري كريستيان جروس للإشراف على تدريب الفريق، بعد أن قاده لمنصات التتويج بتحقيق لقب الدوري السعودي للمحترفين في موسم 2015- 2016 للمرة الأولى منذ عام 1984، كما حقق في ذات الموسم لقب كأس الملك؛ وذلك لإعادة الفريق لمنصات التتويج الغائب عنه منذ رحيله عن الفريق في غام 2016.

والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة بعد عودة جروس لقيادة الإدارة الفنية للفريق للمرة الثالثة في غضون 5 سنوات: هل تصب في مصلحة الفريق؟ وهل بإمكانه إصلاح ما أفسده المدرب الكرواتي برانكو مع الفريق في بداية كارثية بافتتاح الموسم؟

وللحديث عن ذلك، كان لا بد من استطلاع آراء أصحاب الخبرة؛ حيث أكد المدرب الوطني علي كميخ لـ"سبق"، أن جروس مدرب خبير يملك نجاحات مميزة وحافلة مع الأهلي؛ فهو ملم بجميع تفاصيل الدوري السعودي، ويعرف كل شاردة وواردة في النادي، ويُعد أحد الحلول؛ كونه يملك فكرة كاملة عن دورينا؛ حيث ينتمي إلى المدرسة السويسرية العريقة التي كان سفيرها بامتياز في الملاعب العالمية بتمثيلها خير تمثيل؛ حيث كان النجاح حليفه بامتياز.

وتابع: يمتاز جروس بالهدوء والصبر، يملك الحكمة، كما أنه يتكلم بواقعية، إضافة إلى أنه خبير بالجوانب الفنية للعبة، كما أنه يملك علاقة جيدة مع اللاعبين؛ فالأهلي يحتاج مدربًا بنوعيته على اعتبار أن أغلب الأمور في النادي جديدة؛ من مشرف كرة ورئيس، في حين يعتبر هو قديمًا لدى اللاعبين، وهذا ما سيساعده في أن يكون صلة الوصل بين الأضلاع الثلاثة.

وأضاف: ربما تجربته غير الناجحة في الدوري المصري مع الزمالك، ستؤثر عليه؛ لا سيما بعد انقطاعه في العاميين الماضيين عن الدوري السعودي؛ حيث تغيرت الأدوات والإمكانيات، إضافة لارتفاع مستوى أندية الدوري وتقارب مستواها، على عكس ما كان عليه قبل ثلاثة مواسم.

في حين استعرض المدرب الوطني حمود الصيعري لـ"سبق" في البداية الأسبابَ التي أدت لفشل تجربة المدرب الكرواتي برانكو مع الأهلي؛ خاصة أنه مدرب جيد ولديه العديد من النجاحات في مختلف دول العالم، قائلًا: يعود ذلك لاختلاف طريقة وأسلوب اللعب الذي ينتهجه برانكو وهي (4- 4- 2).. هذه الطريقة تجبر المهاجمين (السومة، ودجانيني) على القيام بأدوار دفاعية، وطلب الكرة في المساحات، هذا الأسلوب لا يناسب الأهلي؛ مما سبّب المشاكل للمدرب على اعتبار أنها طريقة لعب جديدة على الفريق الذي يفضل الاعتماد على الاستحواذ والبناء من الخلف، والتدرج بالكرة واللعب على الأطراف.. هذا ما كان يميز الأهلي قبل قدوم برانكو.

وتابع: أيضًا الفشل في اختيار المحترفين الأجانب، سببٌ من الأسباب التي عجّلت برحيل المدرب الكرواتي، وهو ما استدعى إدارة النادي للتعاقد مع محترفين جدد لتَدَارك الوضع كالظهير البرازيلي لوكاس ليما، والجزائري يوسف بلايلي.

وأضاف: جروس المدرب الأنسب للأهلي؛ فهو خبير وعالم في شؤون النادي؛ حيث حقق معه نجاحات مميزة خاصة أنه يمتاز بالواقعية وقوة الشخصية، إضافة لامتلاكه علاقة جيدة مع الأهلاويين.

وأشار "الصيعري" إلى أن الأهلي يملك أفضل عناصر بالدوري مشاركة مع فريق الهلال، وهو ما يجعل الفريق قادرًا على تحقيق نجاحات؛ لما يحتويه من نجوم أجانب ومحليين، وهي فرصة مناسبة للمدرب السويسري للعودة بالفريق لمنصات التتويج، إذا عرف كيف يتعامل ويوظف الثنائي (السومة، ودجانيني).