فيما مضى، كان السدو زينةً للخيام، التي تقطن بها الأسر، وحولت المرأة البدوية، منزلها المتواضع، لقطعة فنية، عكست ذائقتها عبر استخدام أبسط المقومات.
ومن وسط الصحراء القاحلة، برز "السدو" كإحدى الأدوات التي تملأ العين بالألوان الزاهية، والأشكال الهندسية المتناسقة، من خلال حياكة الصوف، التي باتت آنذاك ضمن أهم الحرف اليدوية التي اشتهر بها أهالي البادية.
ويُستخدم في حياكة السدو، صوف الأغنام ووبر الإبل وشعر الماعز، ويتم نسجها بذكاء فطري، وبراعة فريدة، وقد سميت "سدو" لأن الحياكة تتم بشكل أفقي فقط، أي نحو اتجاه واحد.
سعدة العنزي مهتمة بحرفة السدو أكدت لـ"أخبار 24"، أن حرفة السدو قديمة جداً، وأن بدايتها كانت لصناعة الخيام والسجاد والملابس ورواق البيوت، وتحول الأمر إلى استخدامها في الزينة.
وتضيف العنزي: "حرفة السدو تمر بأربع مراحل، الأولى تكون لجمع الصوف من الأغنام والوبر من الإبل والشعر الأسود من الماعز، ومن ثم المرحلة الثانية وتكون لغزل الصوف وغسله وتنظيفه، والمرحلة الثالثة تكون لصباغة السدو بـ(القرمز والكركوم والكركدية)، ومن ثم الانتقال إلى المرحلة الرابعة والأخيرة، وهي الحياكة على نول السدو، وهذا عبارة عن أضلاع خشبية أرضية مسطحة وبسيطة، يسهل طيّها ونقلها من مكان لآخر".
وكانت المملكة قد سجلت السدو، كتراث ثقافي غير مادي على قائمة اليونسكو التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية، كثامن عنصر موجود في الثقافة السعودية في القائمة.